المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ معلقة عمرو بن كلثوم ~


عمر آلعمر
08-09-2009, 08:44 PM
عمرو بن كلثوم من أحب الشعراء الجاهليين وأقربهم إلى نفسي ..
وقد يخفى على البعض الأحداث التي مرت بحياة هذا الشاعر ..
وهنا سأختصر نبذه تعريفية للشاعر ونبذة موجزة عن حياته ..
وأيضاً سأذكر الواقعة التي بسببها قال معلقته المشهورة ..

أولاً: اسمه ومولده وسيرته ..
هو: عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير
بن جُشَم بن حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل ..
شاعر جاهلي مشهور من شعراء الطبقة الأولى ..
كان من أعز الناس نفساً ..

ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، وهو من الفتاك الشجعان ..
كان عمرو حاد الطبع, متكبراً, كريماً, محبوبا ًمن أبناء قبيلته,
وشاعرا ًمنذ نعومة أظافره ..

وتغلب هم من هم في الشرف والسيادة والمجد وضخامة العدد ..
وأسرة عمرو من سادات تغلب ورؤساؤها وفرسانها, حتى قيل:
( لو أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس )

ثانياً: أمه ليلى ..
هي: ليلى بنت المهلهل أخي كليب ..
وليلى بنت المهلهل بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي
أم أمرئ القيس الشاعر ..

عند ولادتها أراد والدها المهلهل قتلها كما هي عادة العرب في
الجاهلية "وأد الإناث" ..
حيث طلب من أمها أن تقتلها, ولكن أمها أمرت الخادم أن يخفيها, فلما
نام والدها المهلهل سمع صوتا ًفي منامه يقول:
كــم من فتــى مؤمــَّلِ ...... وسيّـــد شَمَـــــــرْدَلِ
وعُـــــدّةٍ لا تجْهَــــــلِ ...... في بطنِ بنتِ مهلهلِ

أي أن ابنته ستصبح أم بطل, فطلب إعادتها إلى البيت بعدما عرف أن
ابنته ليلى لا زالت على قيد الحياة, وطلب من أمها أن تحسن غذائها ..

ولما كبرت ليلى وتزوجت كلثوم حملت بابنها "عمرو" وأتاها في المنام آتٍ
وأخبرها بأن ابنها سيكون بطلا ًشجاعا ًهماما ًحيث قال لها:
يا لكِ ليلى من ولـد ...... يُقـدِمُ إقـدام الأسـدْ
من جُشمٍ فيه العددْ ...... أقــول قيـلاً لا فَنَـدْ

فلما ولدت "عمرو", وبعدما أتت عليه سنة أتاها ذلك الآت في منامها
فأشار إلى الصبيّ وقال:
إني زعيمُ لكِ أمَّ عمرو ...... بماجدِ الجدّ كريم النَّجْرِ
أشجعُ من ذي لبيدٍ هزبر...... وقّاص آدابٍ شديد الأشْرِ
يسودُهم في خمسةٍ وعشرِ

وبالفعل صدقت الرؤيا التي رأتها في منامها, وساد ابنها "عمرو بن كلثوم"
قومه تغلب وهو ابن خمس عشرة سنة ..

ثالثاً: الواقعة التي قال بسببها معلقته ..
حدث أن عمرو بن هند ملك الحيرة قال ذات يوم لندمائه:
هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي ..؟!
فقالوا: نعم: أم عمرو بن كلثوم ..
قال: ولم ..؟!
قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز العرب, وبعلها
كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه ..

فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه ..

فأقبل عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب, وأرسل عمرو
بن هند إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب ..

فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو بن هند في رواقه، ودخلت امهاتهم
ليلى أم عمرو بن كلثوم وهند أم الملك عمرو بن هند في قبة من جانب الرواق,
وهند هي عمة أمرئ القيس بن حجر الشاعر، وبينها وبين ليلى هذا النسب ..

وقد كان الملك عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم وتستخدم ليلى, فدعا
عمرو بن كلثوم على مائدته ..

فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق ..! فقالت ليلى:
لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها, فأعادت عليها وألحت, فصاحت ليلى:
واذلاه ! يا لتغلب !
فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه، ونظر إلى الملك عمرو
بن هند فعرف الشر في وجهه، وعرف أنه يريد إهانة أمه ..

فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن هند معلقٍ بالرواق فضرب به
رأس الملك عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب, فانتهبوا وساقوا نجائبه ..

فنظم معلقته في هذه الحادثة وهو عائد إلى دياره ..

رابعاً: وفاته وكلامه الحكيم قبلها ..
لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت عليه مائة وخمسون سنة،
جمع بنيه فقال: يا بني:
قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي ..
ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت ..
وإني والله ما عيرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله ..
إن كان حقاً فحقا ً، وإن كان باطلا ًفباطلا ..
ومن سَبّ سُبّ, فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم ..
وأحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم ..
وامنعوا من ضيم الغريب, فرب رجلٍ خير من ألف،
ورد خير من خلف ..
وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا, فإن مع
الإكثار تكون الأهذار ..
وأشجع القوم العطوف بعد الكر ..
كما أن أكرم المنايا القتل ..
ولا خير فيمن لا روية له عند الغضب ..
ولا من إذا عوتب لم يعتب ..
ومن الناس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره, فبكؤه خير
من دره، وعقوقه خير من بره ..
ولا تتزوجوا في حيكم فإنه يؤدي إلى قبيح البغض ..

خامساً: معلقة عمرو بن كلثوم ..
يقال إنّ المعلقة تزيد على ألف بيت, ولكن هذا ما حفظه الناس منها ..

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا

تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا

وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا

وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا

وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا

قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا

قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا

بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا

وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا

تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا

ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا

وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا

ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا

وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا

وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا

فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا

ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا

تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا

فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا

أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا

تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا

وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا

وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا

مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا

يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا

نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا

قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا

نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا

نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا

بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا

كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا

نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا

وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا

وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا

وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا

نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا

كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا

كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا

إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا

نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا

بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا

حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا

فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا

وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا

بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا

أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا

أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا

بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا

تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا

فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا

إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا

عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا

فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا

وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا

وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا

وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا

وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا

وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا

مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا

وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا

وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا

وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا

فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا

فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا

إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا

أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا

عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا

عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا

إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا

كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا

وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا

وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا

وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا

عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا

أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا

لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا

تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً

إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا

يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا

ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا

وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا

كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا

يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا

وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا

بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا

وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا

وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا

وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا

أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا

إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا

مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا

إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
_____________

زارع الورد
08-10-2009, 06:48 AM
أخي الكريم ( أعز الناس )

جميل أن تذكرنا بفارس وشاعر

بحجم عمرو بن كلثوم .. جهد

تشكر عليه بالفعل .. يعطيك

ألف عافية ..ودمت بسعادة

عمر آلعمر
08-10-2009, 10:21 PM
أخي الفاضل / زارع الورد ..
تشكر على كلماتك الطيبة ..
أسعدني تواجدك بمتصفحي ..
دمت بحفظ الله ..

اكليل الورد
08-10-2009, 11:54 PM
كل الشكر لك أعــ الناس ــز على هذا الطرح الاكثر من رائع..
استمتعت كثيراً في قرائته...

لك مني اجمل التحايا..

مـــــــلاذ
08-11-2009, 02:48 AM
أعـــــ الناس ـــــز

كم أمتعتنا بهذه النبذه وهذه المعلقة

لهذا الشاعر الرائع

" عمرو بن كلثوم "

شكرا لك

وفي إنتظار المزيد من مواضيعك الشيقة

عمر آلعمر
08-11-2009, 12:05 PM
أختي العزيزة اكليل الورد ..
الشكر لكِ على مرورك العطر ..
فالمتعة الحقيقية هي عندما أرى بصماتك على صفحاتي ..
دمتِ بود ..

عمر آلعمر
08-11-2009, 12:08 PM
أختي العزيزة مــلاذ ..
الشكر لكِ على حضوركـِ الدائم ..
فصفحاتي تتبسم بمجرد مروركـِ عليها ..
دمتِ بحفظـ الله ورعايته ..

ملكة الإحساس
08-14-2009, 04:37 PM
يعطيك العافيه على الطرح الجميل الممتع

عمر آلعمر
08-14-2009, 07:18 PM
الله يعافيك أختي العنود ..
أسعدني مروركـ ..
دمتِ بود ..