$$ قلبي مملكة $$
11-15-2009, 09:19 PM
هند بنت عبد العزيز بن باز
(( ابنة الشيخ ))
ترثي والدها
منذ أن وعت أعيننا على الدنيا شعرنا أنك لست كأي أب عادي أينما
نتوجه وحيثما نسير يشار إلينا بالبنان ونحاط بالأبصار، أدركنا أن
ما نحمله من اسم هو سبب التفاف الناس حولنا، ولكن ما ماهية
هذا الاسم وما حقيقته ..؟
هو ما يعجز القلم عن كتابته واللسان عن وصفه!! إنه المثال الحي
النموذجي للرجل المتكامل في جميع جوانبه: جانب العبادة، والعلم،
والزهد، والورع، والحلم، والصبر بكل ما تعنيه تلك الجوانب من
معنى. وفوق كل ذلك هو الأب الحنون العطوف الرحيم، فعلى الرغم من
كثرة مشاغله والأعباء الملقاة على كاهله وما تحمله من هموم الأمة
الإسلامية منحنا الكثير من عطفه وحبه وحنانه دون أن يفرق
بين أي ابن من أبنائه، بل كان العدل من أهم سماته في تعامله
معنا كأبناء، وفي تعامله مع زوجته عدلا يقل نظيره في هذا الزمن.
كان يتعاهدنا دوما بالنصح والتوجيه، ويوصينا بتقوى الله في السر
والعلن، وقراءة القرآن وحفظه، والعناية بكتب العقيدة الصحيحة
وبخاصة كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
رحمك الله يا أبي، إن أفئدتنا لتنفطر لفراقك، فلقد تركت مكانا
وفراغا كبيرين في العالم الإسلامي عامة وفي محيط الأسرة خاصة،
ولكنها حكمة الله وإرادته ومشيئته نافذة ولا راد لقضائه، ولا نقول إلا كما
قال عليه الصلاة والسلام: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول
إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون و"إنا على
فراقك يا أبي لمحزونون".
ولعل مما خفف هول الفاجعة أن الأمة الإسلامية بأسرها شاركتنا في هذا
المصاب العظيم. وما ذلك إلا لما طرحه الله عز وجل في قلوب عباده من
محبة سماحة الوالد رحمه الله.
حتى لتجد الجموع الغفيرة من الناس تتهافت من كل حدب وصوب للصلاة
عليه وتشييع جنازته، يعزي بعضهم بعضا وعبراتهم تنسكب وألسنتهم
تهتف بالدعوات الصادقة له.
حقيقة مهما بلغت الأحرف والكلمات وما ذرفت الأعين من دموع وعبرات.
فلن توفي هذا الأب العظيم حقه ولن تنزله منزلته، فلقد سطر رحمه الله
خلال تسعين سنة مضت من عمره أروع الأمثلة في نشر
العلم وتبليغ الدعوة إلى الله بكل ما أوتي من كلمة، والتصدي
للإفتاء للناس في كل ما يشكل عليهم من أمور دينهم، ومد يد العون
للفقراء والمحتاجين، فقد وهب نفسه ووقته لخدمة الإسلام والمسلمين
دون كلل أو فتور، بل نجد راحته ومتعته في طاعة الله عز وجل والسعي
في مصالح المسلمين، أمضى حياته في إحياء السنة وقمع البدعة
محتذيا في سلوكه وعبادته حذو السلف الصالح من الصحابة
والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
رحمك الله يا أبي، وإن واراك الثرى فستظل سيرتك العطرة مخلدة على
مر الأزمان والدهور، يلمس فيها كل مسلم القدوة الحسنة في السلوك
والعبادة والعلم والعمل.
رحمك الله يا أبي، وأسكنك فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
(( ابنة الشيخ ))
ترثي والدها
منذ أن وعت أعيننا على الدنيا شعرنا أنك لست كأي أب عادي أينما
نتوجه وحيثما نسير يشار إلينا بالبنان ونحاط بالأبصار، أدركنا أن
ما نحمله من اسم هو سبب التفاف الناس حولنا، ولكن ما ماهية
هذا الاسم وما حقيقته ..؟
هو ما يعجز القلم عن كتابته واللسان عن وصفه!! إنه المثال الحي
النموذجي للرجل المتكامل في جميع جوانبه: جانب العبادة، والعلم،
والزهد، والورع، والحلم، والصبر بكل ما تعنيه تلك الجوانب من
معنى. وفوق كل ذلك هو الأب الحنون العطوف الرحيم، فعلى الرغم من
كثرة مشاغله والأعباء الملقاة على كاهله وما تحمله من هموم الأمة
الإسلامية منحنا الكثير من عطفه وحبه وحنانه دون أن يفرق
بين أي ابن من أبنائه، بل كان العدل من أهم سماته في تعامله
معنا كأبناء، وفي تعامله مع زوجته عدلا يقل نظيره في هذا الزمن.
كان يتعاهدنا دوما بالنصح والتوجيه، ويوصينا بتقوى الله في السر
والعلن، وقراءة القرآن وحفظه، والعناية بكتب العقيدة الصحيحة
وبخاصة كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
رحمك الله يا أبي، إن أفئدتنا لتنفطر لفراقك، فلقد تركت مكانا
وفراغا كبيرين في العالم الإسلامي عامة وفي محيط الأسرة خاصة،
ولكنها حكمة الله وإرادته ومشيئته نافذة ولا راد لقضائه، ولا نقول إلا كما
قال عليه الصلاة والسلام: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول
إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون و"إنا على
فراقك يا أبي لمحزونون".
ولعل مما خفف هول الفاجعة أن الأمة الإسلامية بأسرها شاركتنا في هذا
المصاب العظيم. وما ذلك إلا لما طرحه الله عز وجل في قلوب عباده من
محبة سماحة الوالد رحمه الله.
حتى لتجد الجموع الغفيرة من الناس تتهافت من كل حدب وصوب للصلاة
عليه وتشييع جنازته، يعزي بعضهم بعضا وعبراتهم تنسكب وألسنتهم
تهتف بالدعوات الصادقة له.
حقيقة مهما بلغت الأحرف والكلمات وما ذرفت الأعين من دموع وعبرات.
فلن توفي هذا الأب العظيم حقه ولن تنزله منزلته، فلقد سطر رحمه الله
خلال تسعين سنة مضت من عمره أروع الأمثلة في نشر
العلم وتبليغ الدعوة إلى الله بكل ما أوتي من كلمة، والتصدي
للإفتاء للناس في كل ما يشكل عليهم من أمور دينهم، ومد يد العون
للفقراء والمحتاجين، فقد وهب نفسه ووقته لخدمة الإسلام والمسلمين
دون كلل أو فتور، بل نجد راحته ومتعته في طاعة الله عز وجل والسعي
في مصالح المسلمين، أمضى حياته في إحياء السنة وقمع البدعة
محتذيا في سلوكه وعبادته حذو السلف الصالح من الصحابة
والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
رحمك الله يا أبي، وإن واراك الثرى فستظل سيرتك العطرة مخلدة على
مر الأزمان والدهور، يلمس فيها كل مسلم القدوة الحسنة في السلوك
والعبادة والعلم والعمل.
رحمك الله يا أبي، وأسكنك فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.