المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إليكم هذه يا أصحاب الفضائح


algram66
02-06-2010, 10:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:66:

إليكم هذه يا أصحاب الفضائح

من ستر على مؤمن ستر الله عليه في الدنيا والآخرة. وليست هناك أسوة في الدنيا أفضل من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، الذي قال لرجل فضائحي أتاه ليخبره عن فعلة مشينة اقترفها أحدهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنه يقرّعه: هّلا سترت عليه، وكررها ثلاث مرات وملامح الغضب كانت بادية على وجهه الكريم. وهناك فئة من الناس لا هم لها غير التلذذ بالحديث عن فضائح الآخرين، ولو أنك ب في تحثت في تفاصيل حياتهم لوجدت الخزي الذي يندى له الجبين. كلنا يخطئ وأفضلنا هو من يتوب، وما أكثر ما تبت.



وإليكم هذه الواقعة التي تحدثت بها كتب التراث:

قال أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد، ليلة من الليالي، فذكرت أنها من بنات الناس، وقالت: أسألك بالله أن تسترني، فقلت: وما محنتك؟!، قالت أكرهت على نفسي وأنا الآن حامل، وبما أنني أتوقع منك الخير والمعروف، فقد ذكرت لكل من يعرفني أنك زوجي، وأن ما بي من حمل إنما هو منك فأرجوك لا تفضحني، استرني سترك الله عز وجل.

سمعت كلامها وسكت عنها، ثم مضت. وبعد فترة وضعت مولوداً، وإذا بي أتفاجأ بإمام المسجد يأتي إلى داري ومعه مجموعة من الجيران يهنئونني ويباركون لي بالمولود. فأظهرت لهم الفرح والتهلل، ودخلت حجرتي وأتيت بمائة درهم وأعطيتها للإمام قائلا: أنت تعرف أنني قد طلقت تلك المرأة، غير أنني ملزم بالنفقة على المولود، وهذه المائة أرجوك أن تعطيها للأم لكي تصرف على ابنها، هي عادة سوف أتكفل بها مع مطلع كل شهر وأنتم شهود على ذلك.. واستمررت على هذا المنوال بدون أن أرى المرأة ومولودها. وبعدما يقارب من عامين توفي المولود، فجاءني الناس يعزونني، فكنت اظهر لهم التسليم بقضاء الله وقدره، ويعلم الله أن حزناً عظيماً قد تملكني لأنني تخيلت المصيبة التي حلت بتلك الأم المنكوبة. وفي ليلة من الليالي، وإذا بباب داري يقرع، وعندما فتحت الباب، إذا بي أتفاجأ بتلك المرأة ومعها صرة ممتلئة بالدراهم، وقالت لي وهي تبكي: هذه هي الدراهم التي كنت تبعثها لي كل شهر مع إمام المسجد، سترك الله كما سترتني.حاولت أن أرجعها لها غير أنها رفضت، ومضت في حال سبيلها. وما هي إلاّ سنة وإذا بها تتزوج من رجل مقتدر وصاحب فضل، أشركني معه في تجارته وفتح الله عليّ بعدها أبواب الرزق من حيث لا أحتسب.

إنها واقعة ليست فيها ذرة من الخيال، بقدر ما فيها الشيء الكثير من الشهامة والرجولة كذلك. فماذا أنتم فاعلون يا أصحاب الفضائح؟!


لاتحرمونا من ردودكم

Silver Lion
02-06-2010, 02:35 PM
يتشوّف الإسلام إلى الستر ، ويتطلّع إلى إخفاء الزلات ، وكتمان العيوب .
إذ أن إفشاء ذلك يعيب صاحبه بالدّرجة الأولى
وهو سبب لفشوّ الفاحشة ، وانتشار الفساد .

ولذلك لما جاء هَـزَّال بن يزيد الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفع له شأن ماعز
والله يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خيرا مما صنعت به . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى .

ومِن هُنا جاء الحث على ستر المسلمين والمسلمات .
فقال عليه الصلاة والسلام : من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة . رواه البخاري ومسلم .
وفي الحديث الآخر : من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة .

وهذا الستر مُتعلّق بالمعاصي والآثام لا أن يستره بالكسوة ونحوها .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
قوله " ومن ستر مسلما " أي رآه على قبيح فلم يظهره ، أي للناس ، وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه .

وقال الإمام النووي رحمه الله :
في هذا فضل إعانة المسلم وتفريج الكرب عنه ، وستر زلاته .

وقال حافظ المغرب ابن عبد البر رحمه الله :
فإذا كان المرء يؤجر في الستر على غيره ، فستره على نفسه كذلك أو أفضل ، والذي يلزمه في ذلك التوبة والإنابة والندم على ما صنع ، فإن ذلك محو للذنب إن شاء الله .

وروى في التمهيد بإسناده أن عمار بن ياسر رضي الله عنه أخذ سارقا ، فقال : ألا أستره لعل الله يسترني .

ولكن مَـنْ هـو الذي يُستر عليه ؟

قال الإمام النووي رحمه الله : المراد به الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ، ممن ليس معروفا بالأذى والفساد .

جزاك الله عنا كل خير يا غالي ..

حـالـي الـذوق
02-07-2010, 08:08 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح الرائع

لكن الحال اليوم غير عن كل الأحوال

الله يستر علينا وعلى بنات وشباب المسلمين

عمر آلعمر
02-08-2010, 06:56 AM
باركـ الله فيكـ على هذا النصح والتذكير ..

ونسأل الله أن يستر عيوبنا ويغفر ذنوبنا ..

algram66
07-24-2010, 06:34 AM
لقد أوردت رداً جميلاً ومميزاً زاد من جمال الموضوع يا أخي silver وهو ليس بمستغرب على أمثالك
دمت في سعادة

algram66
07-24-2010, 06:36 AM
شكراً وبارك الله فيك يا أخي حالي الذوق
دمت في حفظ الرحمن

algram66
07-24-2010, 06:38 AM
باركـ الله فيكـ على هذا النصح والتذكير ..

ونسأل الله أن يستر عيوبنا ويغفر ذنوبنا ..
اللهم آمين
كل الشكر لك يا أخي أعـ الناس ـز على مرورك وإضافة تعليقك

واحد من الناس
07-28-2010, 06:00 PM
سبحان الله ...

هذا جزاء الستر في الدنيا ..

فتخيل جزاءه في الآخره ...


جزاك الله خير ياصديقي على القصة لرائعة .. ودام تميزك وإبداعك

مشاعر جذابة
07-28-2010, 06:46 PM
كل الشكر لك أبو يزيد على هذه النصائح والقصة الرائعة


اللهم أستر عيوبنا وأغفر ذنوبنا

مميزاً في مواضيعك على الدوام

دمت بصحة وعافية

saud
08-09-2010, 11:36 AM
مشكوووووووور

ريميه
08-09-2010, 01:54 PM
من ستر مسلما في الدنيا ستره اللــــــــــــــــــــه يوم القيامه
جــــــــــــــــــــــــــزاك اللــــــــــــــــــــــــه خير وبارك المولى بــــــــــك

algram66
09-13-2010, 09:13 AM
تسلم يا صديقي الغالي واحد من الناس على هذا التواصل الرائع

algram66
09-13-2010, 09:19 AM
أشكرك يا أخي أبو مازن على مرورك العطر
دمت في حفظ الله

algram66
09-13-2010, 09:22 AM
أشكرك يا أخي saud على مرورك العطر

algram66
09-13-2010, 09:24 AM
الله يبارك فيك يا أختي الغالية ريمية
دمتي في رعاية الله

ام سامح
09-25-2010, 04:50 PM
مشكور على هذه القصة القيمة

تقبل مني تحياتى وتقديرى