المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين السنة والعام والحول في القرآن الكريم


وسـام
01-10-2012, 11:35 PM
الحَمدُ للهِ رب العالميـــن ولاعـدُوانَ إلا عـَلى الظـَـالميــن والعاقبـــةُ للمـُتـَقـيـن
وأشهد ُ أنَ لا إله إلا الله (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)وَحدَهُ لا شَريك له وأن مُحَمـَداً( عبده ورسوله) أما بعد عباد الله (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)إخوتى أخواتى فى الله (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)تبارك وتعالى .......

لنبدأ معاً فى شرح مُبسط بين ثلاث كلمات يعتقد البعض أنها فى معنى واحد ألا وهى هذه الكلمات (السَنَة والعام والحَول)
القرآن الكريم (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)كتاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.. وإحكام الآيات يعني (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)إحكام الألفاظ والكلمات.. إن كل كلمة (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)قرآنية تؤدي معناها (تماماً على الذي (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)أحسن) في الجملة القرآنية والجملة القرآنية تؤدي معناها (تماماً على الذي (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)أحسن) في الآية القرآنية وهكذا... ليكون القرآن (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)الكريم كتاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)محكم الآيات لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..


وكثير من الناس لا يجدون فرقاً في استخدام كلمات السنة (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)والعام والحول (http://www.albshara.com/showthread.php?t=9092)ويعتقدون أنها كلمات مترادفة.. لو استبدلت مواقعها لما تغير معناها..



غير أن القرآن الحكيم يحدد المعنى للكلمة القرآنية بكل دقة ويوحي إلينا هذا المعنى من خلال سياق الجملة القرآنية، الآية والسورة.. وكذلك من خلال ربط الآيات القرآنية ببعضها.. فما أوجزه من معنى في مكان.. يفسره اللهُ سبحانه وتعالى لنا في مكان آخر..



تنبيه:
وكما سبق للكـاتِب أن وضّح في هذه الدراسة

أن هناك آيات قرآنية أو جملاً قرآنية يرد فيها لؤلؤة أو مفتاحاً لبيان معنى معين قد يكون معلقاً على الفهم العام وبتدبر هذه الآية القرآنية وبربطها مع الآيات القرآنية الأخرى ذات العلاقة يظهر المعنى واضحاً جلياً..

ولنتدبر بعض الآيات التى
تعتبر مفاتيح لمعنى السنةوالعام
والتى تربط بين السنة والعام:

قال الله سبحانه وتعالى في الآية رقم 14 من سورة العنكبوت:

” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ “ [العنكبوت: 14].

وقال سبحانه وتعالى في الآيات 47-49 من سورة يوسف:

” قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ “.

في الآيات السابقة نجد أنه حيثما ترد السنة أو السنين فذلك يعني الشدة والتعب والدأب والظلم والطول.. وعلى العكس حيثما يرد العام فذلك يعني السهولة واليسر والرخاء وقصر المدة.

ففي المثال الأول والخاص بمدة الرسالة التي قضاها نوح عليه السلام في قومه بما فيها من شدة ونصب وتكذيب واستهزاء.. ثم ما كان من يسر ورجاء لنوح عليه السلام بعد الطوفان الذي أغرق الكافرين وبعد أن عاش مع المؤمنين.. فقد ذكر القرآن الكريم أن نوحاً عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً..

أي أنه لبث في الشدة 950 سنة وفي الرخاء بعد إهلاك الكافرين الطوفان خمسين عاماً.

وفي المثال الثاني من سورة يوسف فقد جاءت” سبع سنين “ مع العمل الدءوب والجهد والتعب ثم جاءت (سبع شداد) وهي صفة للسنين مع الضنك والجدب..

أما لفظ (العام) فقد جاء مع (الغيث) و(المطر) وكثرة العلة واليسر والرخاء..

” عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ “.
أما السنة فحينما نرجع إلى جميع آيات القرآن الكريم التي وردت فيها (سنة) و(سنين) لوجدنا صفة الشدة والطول هي الغالبة على المعنى وقد وردت في القرآن الكريم 20 مرة نذكر بعض الأمثلة منها:

” وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ “ [الأعراف: 130].

” فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا “ [الكهف: 11].

” “ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ “ [الشعراء: 205].

“ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ “ [الشعراء: 18].

” فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى “ [طـه: 40].

وهذه الآية فيها لفتة عظيمة حيث تدل على الأجل الذي قضاه موسى عليه السلام في مدين وأن هذا الأجل هو عشر حجج حينما خيّره والد الفتاة “ “ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ “ [القصص: 27].

وقد جاءت الآية بأن موسى عليه السلام قد لبث سنين في أهل مدين وبالمعنى الخاص بالسنين وهو طول المدة فإن ذلك يعني أن موسى عليه السلام قد قضى أطول الأجلين أي عشرة سنوات.. وبالطبع فإن هذه خصوصية النبوة وهي إتمام الخير.. لاحظوا معى إخواني وأخواتي في الله هذه الدقة في القرآن
وأن أي كلمة لا تأتي عفواً.. وإنما هي الحكمة..

أما العام

وردت كلمة عام وعامين في القرآن الكريم 10 مرات وهي تعني اليسر والرخاء وقلة المدة أو قصرها حسب الحالة النفسية للشخص أو الأشخاص.. ونذكر فيما يلي أمثلة من ذلك:

” أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ “ [التوبة: 126].

وتعني: قصر المدة التي تتم خلالها الفتنة.

” ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ “ [يوسف: 49].

وهي تعني اليسر والرجاء.

” حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ “ [لقمان: 14].

وهي تعني الحب والفرح بالوليد خلال فترة الرضاعة.

أما الحول

فالحول يعني العام الذي يتم فيه فعل الشيء بلا انقطاع فمعناه يختف عن معنى السنة ويختلف كذلك عن معنى العام لأن السنة والعام هي فترات زمنية يأتي خلال أي جزء منها الحدث أو الفعل وليس شرطاً أن يكون الحدث أو الفعل مستمراً خلالها، أما الحول فيكون الحدث أو الفعل فيه مستمراً بدون انقطاع.. ونذكر الآيتين اللتين ورد فيهما الحول:

” وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ “
[البقرة: 240].

وهي تعني أن يكون المتاع طوال العام مستمراً بدون انقطاع.

”وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ “ [البقرة: 233].

وهي تعني أن الرضاعة مستمرة بلا انقطاع طوال العامين.. “ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ “ [لقمان: 14].

من الدراسة السابقة يتبين لنا الفروق الجوهرية بين معنى السنة ومعنى العام ومعنى الحول وأنها يجب أن يتم فهمهما على النحو الصحيح حتى نتدبر آيات القرآن ونفهمها على أحسن وجه
وجَلَّ وعَز من قال
اللهُ تعالى في كتابه العزيز

{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } [سورة النساء: 82].
والله من ورآء القصد وهو يهدى السبيل والله المستعان كما أنه سبحانـه وتعالى ولىُّ التوفيق


فكل عام وأنتم بخير وليس كل سنة و...................
-----------------------------------------

:3d007[1]:

</B></I>

ام سامح
01-17-2012, 02:48 AM
بارك الله لك اخ وسام على الموضوع القيم

تقبل الله منا ومنك صالحالاعمال

وسـام
01-17-2012, 12:19 PM
شكرا على المرور أم سامح

ورده الامل
01-24-2012, 08:46 PM
السنه تعني .. المشقه ... ألخ

العام يعني.. الرخااء السهوله

الحول يعني .. استمرار الامر مده بدون فترات انقطاع ..

معلووومه فعلا قيمه وهناك فرق واسع


جزاك الله خير
ننتظر جديد بشوق

دمت بود

زارع الورد
01-25-2012, 08:10 AM
يعطيك العافية اخوي ( وسام )

على هذا التفصيل والإفادة ..

دمت بحفظ الله ..

وسـام
01-25-2012, 11:21 AM
وردة
زارع
أشكركما كثيرا على المرور والرد