منتديات أعز الناس

منتديات أعز الناس (https://www.a3zz.net/index.php)
-   حكايا (https://www.a3zz.net/forumdisplay.php?f=9)
-   -   لك أيها المدرس (https://www.a3zz.net/showthread.php?t=9394)

وسـام 01-15-2012 11:06 PM

لك أيها المدرس
 
القصة التالية وصلتني، وربما وصلت بعضكم عبر البريد الالكتروني. لكن بما أنها قصة حقيقية جديرة بالتعميم، فقد آثرت إعادة نشرها حرفياً من خلال مقالي الأسبوعي، لعلها تصل إلى مدرسينا ومدرساتنا في المدارس العربية. وقبل التعليق، فلنقرأ الحكاية:
«حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تُستأنف فيه الدراسة قالت للتلاميذ: إنني أحبكم جميعاً، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد. لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة «راسب» في أعلى تلك الأوراق. وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يُطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه، فوجئت بشيء ما!! لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: «تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق». وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: «تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال». أما معلمه في الصف الثالث، فقد كتب عنه: «لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً». بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: «تيدي تلميذ منطوٍ على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس». وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ، عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك، عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! ! وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة «معلمة فصل»، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل. وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: «إنها أفضل معلمة قابلها في حياته». ومضت السنون، فتلقت المعلمة خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه حصل على درجة البكالوريوس، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!! بعد مدة تلقت المعلمة رسالة يدعوها فيها ستودارد لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه إليها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!! واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون متميزاً. فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبدعة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.



بكلمتين




رائحتها كانت تشبه رائحة والدته في ذلك اليوم... وفي ذلك اليوم فقط, تعلّمت المدرّسة من تلميذها كيف تعلّم... ومنذ ذلك اليوم تعلّمت أن الحياة درسٌ له أن يكون صغيراً وله أن يكون كبيراً ...


د. فيصل القاسم
</B></I>

وسـام 01-15-2012 11:16 PM

لقد عدلت في الموضوع بعد أن واجهت مشكلة في طريقة تعديله مما سبب إعادة الموضوع مرتين، أعتذر عن هذا الخطإ كما أرجو أن يعجبكم محتواه
شكرا

زارع البسمة 01-17-2012 05:35 AM

يعطيك العافيه خوي الغالي وساااام

قصه جدا رااائعه أستمتعت بقراءتها كثيرا

نستفيد من القصه بأن لا نحكم على الاشياء بسرعه ولكن يجب علينا التحقق ثم الحكم

أشكرك من اعمااق قلبي على النقل الموفق

لك مني خالص الحب والتقدير

واصل ابدااااعك ولاتحرمنى جديدك

فكم انا مشتاااااق لمواضيعك الرائعه

شكرا

وسـام 01-17-2012 12:17 PM

وكم أنا مشتاق لردودك الرائعة أخي الغالي
شكرا

أبو سامي 01-17-2012 12:41 PM

الله الله ما أروعك اخي الغالي
وسام

يعطيك ألف عافيه على ما نقلت وسردت وهذا يعكس ما بداخلك من صفاءٍ ونقاء

وانا اتابع أحداث هذه القصة كل سطرٍ يجذبني للسطر الذي يليه ويزداد حزني عمقاً لحال هذا التلميذ الذي أطبقت عليه الدنيا بثقلها وأثقلت كاهله دونما مساعدٍ او موجهٍ ينير له الطريق ويفتح له آفاق المعرفة كي يتماشى مع مجريات الامور حول مرض والدته ووفاتها ووالده الذي كان سلباً في حياته فتكبد كل هذه القسوة الحياتية بنفسه إلى أن شاءت قدرة المولى ورحمته بحاله أن قيض الله له هذه المعلمة التي أخذت تنبش في أوراقه القديمة وما كتب عنه من تقاريرٍ في سجلاته السابقة من قبل معلميه لتكون تلك الخطوة هي بارقة الأمل بالنسبة لهذا التلميذ البائس اليائس إلى أن وصل إلى ما وصل إليه إيجاباً حتى صار احسن ممن كانوا معه ، واما الإهداء وما أدراك ما الإهداء !!

تركة والدته التي قاسى الحزن والخوف وعدم الإستقرار في أيام مرضها العضال ورأى الموت بعينه من هول الفاجعة لقاء خبر وفاتها - وهنا لم يجد ما يقدمه إهداءً لهذه المعلمة أسوةً بزملائه غير هذه التركة البسيطة من والدته فبرحمة ٍ من الله كانت سبباً آخر في إنعاش حياته

التعليق على مثل هذه القصص والحكايا يطول وذلك لوقعها بالنفس وما تثيره بالمشاعر من شدٍ وجذب وإثارة الحفيظة بالفضول لمعرفة أحداثها لروعتها

تقبل تواجدي الثقيل هنا وأعتذر لك وللجميع عن الإطالة ولكنها قصة ذو شجون

لا تحرمنا جديدك فنحن في شوق ٍ إليه

ولك التحية وجل التقدير .

وسـام 01-17-2012 04:17 PM

الله الله ما أروعك أخي الغالي عازف على روعة تعليقك الذي أضفى على صفحتى جمالا لايوصف
أشكرك بعمق أخي

ام سامح 01-17-2012 08:04 PM

إن الحياة بها الكثير من القصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً

قصة جميلة تظهر لنا أن الطالب قد يعلم المعلم

وأيضا أن الناجح لاينسى من كانوا سببا لنجاحه

قصة رائعه اخى وسام

تقبل مروري

وسـام 01-17-2012 10:29 PM

كم أسعدني وجودك أم سامح
شكرا لك

زارع الورد 01-18-2012 02:02 PM

هذه القصة تؤكد أهمية البناء والتعليم في الصفوف الأولى ...
إنها مرحلة حساسة جداً ..تحتاج إلى معلمين ومعلمات على أعلى
درجة من الكفاءة والخبرة ومعرفة مثل هذه الأحوال التي ممكن
تكون موجودة في تلك الصفوف ... وطرق التعامل معها ببراعة
وحس تربوي وإنساني راقي ...

- كل ما في الأمر أن ثمة تواصل من نوع خاص حصل بين المعلمة
وهذا الطالب .. بدأ بمعرفة المعلمة لحاله قبل وفاة أمه وبعدها ..
ثم تطور هذا التواصل الإنساني المؤثر ليصنع من المعلمة ..أفضل
معلمة . ومن الطالب أفضل طالب ...

هنا توقفت وأغرورقت عيناي بالدمع ...

( عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. )

( ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! ! )

( وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: «إنها أفضل معلمة قابلها في حياته». )
لماذا قال هذه العبارة؟ ... لأنه لمس منها الاهتمام والعطف والحنان
الذي افتقده وكاد يقضي على تواجده كإنسان ذو قيمة وفائدة ..

وهنا النتائج ..وثمرة ذلك التواصل ...
( والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه إليها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!! واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون متميزاً. فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبدعة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك. )

- ما أحوج التعليم في الصفوف الأولية عندنالمثل هذا البناء والتربية!

- عندما نستقبل طلاباً في مرحلة أولى ثانوي ...فنجد أغلبهم
لا تتجاوز مهاراتهم في القراءة والكتابة ..مهارات طالب في
ثاني وثالث إبتدائي ...ندرك تماماً أي وعي وزاري تعليمي
نحسد عليه . وما خفي كان أعظم ..
وإذا استعرضت الكوادر التي تعمل في تلك المرحلة لوجدت أن
أغلبهم إنما اختار هذه المرحلة ليرتاااااااااااااااااااااح !!! .
وكل فاشل وكثير غياب ...أو قليل خبرة ...أو ضعيف عطاء
...قالوا انقلوه الابتدائي ... هكذا يحلون المشاكل ...

ويبقى نجاح التعليم في المرحلة الأولية عندنا مرهون بوجود
معلمين ومعلمات حاولوا أن يتجاوزوا سلبيات التعليم واجتهدوا
وابتكروا ..ونجحوا في تحيق شي يذكر .. لكنهم قلة جداً ..
ومعدودون على الأصابع ...
وفوق ذلك وذاك ...دخلوا في قضية تطوير المناهج

بدون رؤية سليمة ودقة نظرة ... فصرنا في مشكلتين

مشكلة ضعف التأسيس ومشكلة المناهج المطورة التي

تحتاج طلاب على أعلى مستوى في التاسيس ..

((يعني زي الغراب اللي حاول تقليد مشي الحمامة

لا قدر يمشي مشي الحمامة ... وفي الوقت نفسه

أضاع مشيته )) ..

لأنهم يسمعون بنجاح التعليم ومستويات الطلاب في
بعض البلدان .. فيحاولون مجاراتهم لكن عن طريق
خوض التجارب فقط ... دون تصحيح اتجاهات وعلاج
سلبيات سابقة ...أو تحديد العلل ووضع حلولاً لها
بطريقة إيجابية ...


والله موضوعك أخوي ( وسام ) أثار عندي الشجن ..فاعذرني
للإطالة ... شكراً لك .. ولـ ( د. فيصل القاسم )

وسـام 01-18-2012 11:30 PM

زارع الورد تعليقك يدل على اهتمامك
شكرا جزيلا لك أخي الكريم


الساعة الآن 11:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.