فلينظر الإنسان مم خلق ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمع =============================== ======== { فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب و الترائب } الطارق . فلينظر الإنسان من أي شيء خلق و إلى أي شيء صار .. إنه خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب و الترائب .. خلق من هذا الماء الذي يجتمع من صلب الرجل و هو عظام ظهره الفقارية و من ترائب المرأة و هي عظام صدرها العلوية . حيث يلتقيان في قرار مكين فينشأ منهما الإنسان . و لقد كان هذا سراً مكنوناً في علم الله لا يعلمه البشر ، حتى كان في القرن الأخير حيث اطلع العلم الحديث على هذه الحقيقة بطريقته .. ======== و المسافة الهائلة بين المنشأ و المصير .. بين الماء الدافق و الإنسان المدرك العاقل المعقد التركيب العضوي و العصبي و العقلي و النفسي .. هذه المسافة الهائلة التي يعبرها الماء الدافق إلى الإنسان الناطق توحي بأن هنالك يد خارج ذات الإنسان هي التي تدفع بهذا الشيء المائع الذي لا قوام له و لا إرادة و لا قدرة في طريق الرحلة الطويلة العجيبة حتى تنتهي إلى هذه النهاية الماثلة . و تشي بأن هنالك حافظا من أمر الله يرعى هذه النطفة المجردة من الشكل و العقل ، و من الإرادة و القدرة في رحلتها الطويلة . ======== هذه الخلية الواحدة الملقحة لا تكاد ترى بالمجهر إذ أن هنالك ملايين منها في الدفقة الواحدة .. هذه الخليقة التي لا قوام لها و لا قدرة و لا إرادة تبدأ في الحال بمجرد استقرارها في الرحم في عملية بحث عن الغداء . حيث تزودها اليد الحافظة بخاصية أكالة تحوّل بها جدار الرحم حولها إلى بركة من الدم السائل المعد للغداء الطازج . و بمجرد اطمئنانها على غداءها تبدأ في عملية جديدة . عملية انقسام مستمرة تنشأ عنها خلايا . و تعرف هذه الخليقة الساذجة ماذا هي فاعلة و ماذا هي تريد حيث تزودها اليد الحافظة بالهدى و المعرفة و القدرة و الإرادة التي تعرف بها الطريق . إنها مكلفة أن تخصص كل مجموعة من هذه الخلايا الجديدة لبناء ركن من أركان هذه العمارة الهائلة .. عمارة الجسم الإنساني . ======== هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الهيكل العظمي . و هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العصبي . و هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العضلي . و هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز اللمفاوي .. إلى أخر هذه الأركان الأساسية تقوم كل مجموعة بنوع معين من العمل في الركن المخصص لها من العمارة الكبيرة . ======== و لكن العمل ليس بمثل هذه البساطة .. إن هنالك تخصصا أدق . فكل عظم من العظام ، و كل عضلة من العضلات ، و كل عصب من الأعصاب .. لا يشبه الآخر . لأن العمارة دقيقة الصنع ، عجيبة التكوين ، متنوعة الوظائف . إن كل خلية تنطلق وهي تعرف طريقها ، تعرف إلى أين هي ذاهبة ، و ماذا هو مطلوب منها . و لا تخطئ واحدة منها طريقها في هذه المتاهة الهائلة . ======== سبحان الله العلي العظيم ============= |
الساعة الآن 09:20 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.