~وردات الشرفة~
وسَط الفراغ ِ المدجَّج ِ بالاحتمالاتِ كنتُ أتجول نحو ذبولٍ اُختار ملامحي تعويضاً له عن ورداتِ الشرفةِ ؛ كانتِ الذكرياتُ تسيرُ ملمحة ً لي بليلة ٍ لن تنامْ .. سأعزفُ عنهـا ليس هذا وقتها .. بعضُ الذكرياتِ قد تصيرُ عدمـًا و لا تزيدك إلا شحوباً .. ألا يكفي شحوبي؟ تمددتُ في الفضاءِ الذي يحتويني (. بانكماش .) مسحتُ على وجههِ ..كانت عيناه مطفأتانِ ـ كـ عادته كلما تجلـى ، لم أسألهُ لمَ كلّ هذا الظلامِ ؟ و لم أحاولْ و لو لِـمرةٍ أن أجعلهمـا كما أريدُ .. مشتعلتينِ ! ربما لأنه هو الآخر يرفضُ صمتي و لم يقتنع حين قلتُ له : " أنا امرأة تلبسُ الضبابَ صمتاً .. فـ حين أتكلمُ ؛ أصيرُ غيري . لا تقتربْ ، لا تلمسْ حواجزي فحرارةُ يديكَ ستُلغيهــا ".. كلُّ ما فِـي يصرخُ ، وحدي من أغرقُ في الصمتِ كنت أتمططُ فيمَ السؤالُ ينسفُ كلَّ الفراغاتِ ( لم أنت بعـــيدٌ ؟ ) ؟ و رحلةُ الغياب أتعبتْ كلّ شوقي و كلَّ اُحتمالاتي ؟ كنت أعشقُ اُنتظاري و أقنعُ نفسي بأنكَ تأتي كما الصباحاتِ معطرٌ برائحةِ البنِّ .. مضــى زمنٌ طويلٌ على آخر فنجان قهوةٍ أشربهُ لــه عطرٌ .. (لا فائدةَ .. سآظلُّ أتقلبُ بين الفراغ و وجهِكَ) نهضتُ بخفةِ ظلٍّ يتبعُ سراباً و قرّرت الاتصالَ بـ"ليلــى".. لا بدّ أن أحدثهـا و أسمعَ ثرثراتِــهـا ..( لا جديدَ يا لـيلى ) أنا و أنتِ صرنــا كـورداتِ "عمي أحمدَ" كلّ يومٍ تجففُـهـا الشمسُ و عمي أحمدُ ـ لفرط نسيانه ـ ينسـى أن يسقيهــا و ماتتْ .. و نسيَ أن يواريهـا الثرَى لأنّ المنيـة وافتْـه و لم يفعلْ " لكنكِ يا ليلــى بدوتِ لي فرحة ً على غير العادةِ ! ترى هل هزمتِ الغربة أخيرًا ؟ " تركتُـهـا لفرحهـا و انتبهتُ إلى رملٍ يزحفُ إليّ يكاد يغطينــي ؛ أيـا رحلة الرملِ ! يا قصصًا من غيابِ تشكلتْ وهمـًا لا ماءَ يجدي معهـا و لا عينيْكَ المسافرتَينِ ؛ نظرتُ إلى جدرانِ الصالةِ ؛ على الصويراتِ المعلقةِ كنتَ تبتسمْ ها أنت تقبلُ جبيني و تمتدحُ فستاني و ها هيَ ذي الصويراتُ تنـزلُ سلمَ الطينِ بذاكرتــي أشعرُ بخطاهـا و بزلزلةِ جسمي .. أطلع من رملــي لستُ أسائلُ القدرَ :لم رحلتْ ؟ لكني أعتبُ عليّ لأني ما عرفتُ كيفَ أسعدكْ ..بنصفِ اُلتفاتةٍ إلى الأزهار الحمراءِ على شرفةِ المساءِ البعيدْ أستنشقُ عطركَ ؛ أغنيتُك الثراثية تسافرُ في تفاصيل أنوثتــي المنسيةِ لا أقلقُ نومكَ هكذا عودتُ نفسي ! و لا ألامسُ الندَى فوقَ عينيكْ حتى لا أوقضَكْ ! لك السلامُ و لي العكوفُ على صوتكَ .. حضنتُ حلمــًا أختصكَ به وحدكْ ؛ مسحتُ بدمعــي على الصويراتِ أعددتُ فنجانـيْ قهوةٍ للذكــرى ـ كالعادةِ ـ و منَّيتُ نفسي بـ ليلةٍ أنا و أنتَ و لا غيرُنـا الساهرانِ على غيمِــهـا .. و بقِـيتُ مبتسمــة ً .. ؛ طويلاً |
غريبه..
لانتقاءك لذه راااائعه ... كوني كما انتي .. ودي لروحك |
يعطيكِ الف عافيه أختي الكريمة غريبة إختياركِ الرائع هذا يعكس مدى روعة ما بداخلك وما تكتنفيه في خلدك من جمال الأحاسيس لك تحيتي وجل تقديري . |
سع ــدتُ ..بحضوركم ..المترف ..
أكاليل الشكر مع الياسمين ..لأروأأإإحكم ..الع ــذبهــ .. |
انتقاء رائع
سلمت يمينك يا غالية دمتِ بحب |
وردة الأمل ..
ويبقى لحضوركِ ...وطن ..من الجمآآل شكرآآلكِ ..من القلب .. |
الساعة الآن 02:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.