منتديات أعز الناس

منتديات أعز الناس (https://www.a3zz.net/index.php)
-   عالم الرجل والمرأة (https://www.a3zz.net/forumdisplay.php?f=12)
-   -   أين دور أولادنا في بيوتنا (https://www.a3zz.net/showthread.php?t=14739)

مجبورة 09-08-2018 02:22 PM

أين دور أولادنا في بيوتنا
 


أين دور أولادنا في بيوتنا ؟!
🔘 قصة وعبرة
( فكم من أولاد في بيوت آبائهم ضيوف‼ )
يقول : د . عبد العزيز الأحمد حفظه الله .

فواز من طلابي الإيجابيين ، ذو تسعة عشر ربيعًا ، صاحب خُلق وجد ، يدرس في المستوى الثاني قسم اللغة الإنجليزية ، وكنت أدرسهم مادة " مهارات التفكير "

كان من ضمن موضوعات المقرر :
" مهارة حل المشكلات "
والتي تدور حول الإحساس بالمشكلة ، وتحديدها ، وجمع بياناتها ، وتبويب البيانات ، ومعرفة الأشخاص الذين لهم علاقة بها ، ثم وضع الحلول المتعددة والبدء بالأسهل ، ثم التطبيق ، وأخيرًا التقييم ، مع التأكيد على أهمية الدقة والموضوعية .
كان من ضمن أسلوب حل المشكلات ، ملحظ حيوي جدًا ، وهو أنّه أثناء السعي لحل المشكلة ، لابد للشخص من الشعور بأنه جزء من المشكلة حتى يتحمل جزءًا من الحل .

ومن هنا تبدأ القصّة .

كنتُ أعطي الطلاب على أيّ موضوع تطبيقًا ، وكان ذلك بالنسبة لي ولهم كامتحان أعمال السنة ، من هؤلاء كان " فواز " طلبت منه محاضرة وحفزته لها ، فبدأ فواز يفكر و يتأمل ، وبدأ يحكي قصته :
أبي و أمي شبه منفصلين وهما في بيت واحد ، الشجار ديدنهما ، يدخل أبي البيت بعد عمله مجهدًا ، وأمي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو نظافة البيت ، فليس الوضع مهيأً ، ينزعج أبي جدا فيرفع صوته ، فتغضب أمي ، ثم يبدأ الصخب والسباب .
نحن في البيت عددنا كبير ، أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، إخوة لي في المتوسط والابتدائي ، وجميعنا نشاهد ذلك الصخب ، فينقلب ألـمـا في نفوسنا وبكاءً في أعيننا ، تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين ولم يبقَ سوى الطلقة الأخيرة ، تطور الشقاق وأصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب ، ولا يحب الجلوس في البيت ، أمي معظم الوقت متضايقة ومتوترة ، يقول فواز :
لـمَّـا أخذت مهارات التفكير وأهميتها وكيف أهملناها ؟!
و بدأت أمارس التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي ، فعلا أحسست بأني كنت مهملا نفسي وحياتي ، وكيف بلغت بي السلبية إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت ، فقط أدرس ، آكل ، أشرب ، أنام ، وقد ألعب مع إخواني ، ولي طلعات مع أصدقائي ، أختي مثلي كذلك ، كلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا ، يقول فواز :
و لَـمَّـا درسنا آليات حل المشكلات ، وطبقت ومارست ، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي وأبي وأمي ؟!
كنت أتصور أن المهمات والمسئوليات على أبي و أمي فقط ، أما نحن فلا .
وقد حركني تجاههما أمران أنت يا دكتور ذكرتهما ، إذا أحسستَ بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تُحسَ بأنك جزءٌ من المشكلة والحل ، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل ، هنا فعلا فكرت كيف أنقد والدي ووالدتي وأنقد نفسي وإخوتي ؟!
أين دوري ؟
ثم فكرت بأسباب المشكلة ، فوجدت من أبرزها : أن هناك ضغطا جسديا ونفسيا على الوالدين ، فالأب يعمل في الصباح حتى قبيل العصر ، ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت ومتطلباته ، ومتابعتنا تعليميا وتربويا ، إضافة إلى مهام الأسرة و الأقارب .. إلى آخره
لاحظت أن أبي لديه ( 14 ) مهمة ، وأمي لديها مثل ذلك أو قريبا من ذلك .
في البيت : أنا وأختي لا نشارك إطلاقًا ،
فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي : المشتريات ، متابعة دروس أخي الصغير ،
القيام " بمشاوير " الوالدة ، إضافة الى إحداث جلسة للأسرة في بعض المغربيات
أديرها أنا وفيها حوار وفوائد وطرائف .
أيضا أختي ناقشتها بما أنا عازم عليه فاقتنعت بإعانة أمي ،
فقامت أختي بأربع مسئوليات : تقوم بالإشراف على سفرة الطعام تقديمًا ،
وتنظيفًا ، تعين في تنظيف البيت ، تُشرف على نظافة أختي الصغيرة ،
وتدرس أختي الصغيرة الأخرى .
بقينا ننفذ ذلك البرنامج قرابة شهر .
لاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد ، أمي هدأت أكثر ،
نحن بدأنا نحس بدورنا في البيت ، وغاب أكثر من ( 60 % ) من المشكلات‼

في الحقيقة أنا أعجبت بهذه المبادرة والذكاء من فواز فحفزته ، وشجعته ،
وحثثته على شكر أخته وأن يعطيها هدية كحافز ،
بعد ذلك اقترحت عليه أن يطلب من أبيه طلبا والمهمة نفسها تقوم بها أخته .
وهو أن يعطيا والديهما :
" إجازة الوالدين من الأسرة "
بحيث يطلبان منهما أخذ إجازة ويذهبان بمفردهما إلى مكان في بلدهم ،
أو خارجها لمدة ثلاثة أيام وينسيان هموم البيت والأسرة والأولاد
ليستجمّا ويرتاحا ، ثم يعودا أكثر نشاطًا ، وقلت له :
ربما يرفض الوالدان من باب الخوف عليكما .
فجهز حلاً مناسبًا ، وهو تذهبان لبيت جدك وجدتك يومًا ،
واليوم الآخر تأتي جدتك إليكم ، وفعلًا فواز وأخته نظما الأمر
واختارا وقتًا مناسبًا ، وهيأ كل منهما الوضع ، وطلبا من والديهما أن يرتاحا عدة أيام ليجددا الحياة .
في أول الأمر رفضا خوفًا عليهما من تركهما وحدهما - وحياء ربما -
ولكنهما في الأخير اقتنعا .
وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء ،
ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت ، وكان بينهما وأولادهما الهاتف ، قال لي فواز ، وهو يضحك :
رجع والدايَ - والله - كعروسين ،
ووجه أمي ينضح بالبُشرى والارتواء كأنها عروسة اللحظة ،
أما أبي فلقد كان سعيدا مطمئنًا .
غاب حزن أبي وترك حبوب الاكتئاب ، وعند دخوله البيت ضمّني
وقبلني ثم بكى ، وقال :
حبيبي فواز ، كان حقًا عليّ أن أزوجك ، فإذا بك أنت من يزوجني .
كان لزامًا عليّ أن أبني سعادة بيتنا ، فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج ، و ينثلم الفؤاد .
يا بني ، علمتني أنت وأختك أن الحياة نحن من يصنعها في داخلنا ، علمتني أنت وأختك بذكائكما ولباقتكما ، أن المشاركة للكل راحة للكل ، وأن المركزية تقتل سعادة المرء ، فهو متعب دائمًا والناس معه متعبون ، والآن شاركتم و بادرتم وأرحتم تعبي وجددتم حياتي .
انتهت القصة .

كتب ذلك كله لي " فواز "
وقال لي :
يا دكتور لقد غابت المشكلة كلها تقريبًا ، لكن لأول مرة أدرس العلم تطبيقًا .

هنا يا أحبابي أرغمني " فواز " أن أعطيه الدرجة كاملة .

أولادنا عندما يتحرّرون من اﻷنانية ، يُصبحون نعمة❗

أرسلوها لأولادكم ؛ فكم من أولاد في بيوت آبائهم ضيوف‼

سمو القلم 09-08-2018 05:40 PM

موضوع تربوي مهم
لكم التقدير

فضيلة 09-08-2018 09:31 PM





حياك الله

جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون

أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم

وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم

وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم

اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا

قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى

حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا

هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين

ودمتم على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما
















عمر آلعمر 09-09-2018 07:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجبورة (المشاركة 150149)
يا بني: علمتني أنت وأختك أن الحياة نحن من
يصنعها في داخلنا ..
علمتني أنت وأختك بذكائكما ولباقتكما أن
المشاركة للكل راحة للكل ..
وأن المركزية تقتل سعادة المرء ..
فهو متعب دائمًا والناس معه متعبون ..
والآن شاركتم وبادرتم وأرحتم تعبي وجددتم حياتي ..

أولادنا عندما يتحرّرون من اï»·نانية!
يُصبحون نعمة ..


قصة أكثر من رائعة ..
بارك الله في كاتبها وناقلها وقارئها ومطبق ما فيها ..




الساعة الآن 11:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.