فاعبد الله مخلصا له الدين ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين. =================================== ======== { فاعبد الله مخلصا له الدين } الزمر . و الخطاب لرسول الله – صلى الله عليه و سلم – الذي انزل إليه الكتاب بالحق . و هو منهجه الذي يدعو إليه الناس كافة .. عبادة الله وحده ، و إخلاص الدين له ، وقيام الحياة كلها على أساس هذا التوحيد . و توحيد الله و إخلاص الدين له ، ليس كلمة تقال باللسان ، إنما هو منهاج حياة كامل . يبدأ من تصور و اعتقاد في الضمير ، و ينتهي إلى نظام يشمل حياة الفرد و الجماعة . ======== و القلب الذي يوحد الله . يدين لله وحده ، و لا يحني هامته لأحد سواه ، و لا يطلب شيئا من غيره و لا يعتمد على أحد من خلقه . فالله وحده هو القوي عنده ، و هو القاهر فوق عباده . و العباد كلهم ضعاف مهازيل لا يملكون له نفعا و لا ضرا . و الله وحده هو المانح المانع ، و هو الغني و الخلق كلهم فقراء ======== و القلب الذي يوحد الله . يؤمن بوحدة الناموس الإلهي الذي يصرف الوجود كله ، و يؤمن إذن بأن النظام الذي اختاره الله للبشر هو طرف من ذلك الناموس الواحد . لا تصلح حياة البشر و لا تستقيم مع الكون الذي يعيشون فيه إلا باتباعه . و من ثم لا يختار غير ما اختاره الله من النظم ، و لا يتبع إلا شريعة الله المتسقة مع نظام الوجود كله و نظام الحياة . ======== و القلب الذي يوحد الله . يدرك القرابة بينه و بين كل ما أبدعت يد الله في هذا الكون من أشياء و أحياء ، و يحيا في كون صديق يعاطفه و يتجاوب معه و يحس يد الله في كل ما حوله .. فيعيش في أنس بالله و بدائعه التي تلمسها يداه و تقع عليها عيناه .. و يشعر كذلك بالتحرج من إيذاء أحد ، أو إتلاف شيء أو التصرف في أحد أو في شيء إلا بما أمره الله . خالق كل شيء ، و محيي كل شيء ، ربه و رب كل شيء و كل حي . |
الساعة الآن 03:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.