|
كوني سعيدة لنكون
من واقعنا الأليم ... الأبناء قالوا للأم (( كوني سعيدة لنكون )) التقت عيناها بعيناه بنظرة خاطفة ولكنها كانت كافية لتثير لديها الاستغراب فقد كان هناك وميض بداخلها قد لمع لثوان ...ماذاك الشعور وكيف كان..؟؟؟ مضت (هناء) تتساءل ثم حاولت تناسي كل ماجرى فماهي الانظرة عابرة لرجل عابر ولدت شعور أيضاً عابر قررت عدم الانتظار في محطة الباص ،وتكملة مسيرها للعمل مشياً على الاقدام ، وتجاهلت ذلك الرجل الذي مازال يرمقها بنظرات لم تعرف كنهها عشرون دقيقة ريثما وصلت مكان عملها وكعادتها دخلت مشرقة مبتسمة .. لم تسرق منها مآسي الحياة يوماً تلك الابتسامة النابعة من القلب التي تعكس طيبتهاوشفافيتها ورقتها سار يومها كعادته رتيباً مملاً مليئاً بلأشغال..غادرت عملها مسرعة لتحاول اللحاق بسيارة العمل لعلها تسابق الوقت لتصل للمنزل لتستطيع الاسراع بتحضير الغداء لأولادها. هي دوامة يومية تجتازها بين عملها وواجباتها كأرملة تربي ولد وبنت بعمر الزهور يحتاجان كل اهتمامها ورعايتها. وصل المساء بعد عناء وشعرت هناء أنها منهكة فمن العمل للغداء للتنظيف وتدريس الواجبات وووو..قد نست ولو لوهلة أن ترتاح ترامت على سريرها مرهقة تستذكر مجريات اليوم فجاة لمعت ببالها تلك النظرة لذاك الرجل .. ترى لما تفكر به وهي التي حرمت على نفسها الزواج والرجال وكل مسرات الحياة متفرغة لأولاد حرمهم القدر من عطف وحنان الأب .. لم يمنعها ذلك من التفكير لم كان ينظر الي بهذه الطريقة وهل لفت نظره ذاك الجمال المهمل منذ سنوات أم ذاك الحزن الساكن بلأحداق ..فكرت وفكرت حتى غليها النعاس واستسلمت للنوم في اليوم التالي توجهت لعملها كالمعتاد كان كل شئ عادي الى أن طلبها المدير .. دخلت مكتبه لتفاجئ بوجود شخص لديه نعم إنه هو صاحب تلك النظرة.. أي قدر رماه في طريقها مرة أخرى ..شق المدير الصمت طالباً منها ارشاد (حسان) لمكتبه الذي يجاور مكتبها وتعريفه بأساسيات العمل في الشركة وماعليه من واجبات امتثلت بصمت ونفذت ماقال وهي تتامل ذاك الرجل الذي كان لحضوره وقع منذ النظرة الاولى هوفي الأربعين من العمر ..طويل القامة ..شرقي الملامح في مشيته ثقة وهيبة يفرضها حضوره القوي مرت الأيام والمسافة بينهما تتقارب بحكم تواجدهم المستمر وشعور غريب ينتابهما معاً مع مرور الوقت أصبحا أقرب وأزيلت الحواجزبينهما الى أن فاجئها (حسان) يوماً بمصارحتها بحبه وطلب الارتباط..ارتبكت وتلعثمت ولم تدرك ماتقول وطلبت اعطاءها فرصة للتفكير أو على الأقل اخبار اولادها .. وصلت البيت اغلقت باب غرفتها نظرت طويلاً لنفسها بالمرآة .. رغم تلك التجاعيد الصغيرة فما زالت تضج أنوثة وتملك الكثير من الجمال وفكرت اليست بحاجة لانسان يشاركها حياتها وهمومها حزنها وفرحها ؟؟ تراه (حسان) كان هدية الاقدار لها ؟؟ ولكن هل يحق لها التجربة من جديد وكيف سيستقبل أولادها الخبر ؟ دوامة من التساؤلات دارت برأسها فقررت مصارحتهم هم متفهمين وربما يقدروا .. نادتهم وجلسوا جميعاً (ماهر) ابن السابعة عشر( وريهام ) ذات الأعوام الخمسة عشر أنصتوا لها بوجوم وذهول وهي تتكلم بتوجس وعندما انتهت لم ينبسوا بكلمة وتوجهوا لغرفهم مصعوقين .. خابت آمالها لم لاينصفوها ..؟ ألم يشعروا كم تغيرت هذه الفترة وكيف جعلها الحب أكثر اشراقاً وأكثر جمالاً وحتى أكثرعطاءاً.. لما أنانيتهم تلك ..ذرفت الكثير من الدموع فكان ليلها طويلاً حالك السواد في الصباح التقته وبنبرة حزينة قالت :انسى ماكان ارتباطنا صعب ومحال قال : هل بلحظة ستستلمي وتقضي على كل آمالنا قالت : هم لدي أغلى من كل الآمال غادرته والدموع ملئ عينيها والألم يعتصر قلبها عائدة لحياتها المقدرة لها .. دخلت المنزل وترامت بإعياء على الأريكة خائرة القوى نظرت حولها لتلمح عدة ورود وقربها ورقة فتحتها لتقرأ بضع كلمات (ضحيتِ من اجلنا بالكثير فكوني سعيدة لنكون ) انهمرت دموعها من شدة الفرح وتمتمت : ماأروعكم ياأغلى مافي الكون فـــرح |
ليس بغريب أن تضحي الأم بسعادتها من أجل سعادة أبنائها .. كما ليس بغريب أن يعترض الأبناء على زواج والدتهم,, حيث أن ردة الفعل لديهم من هول المفاجأة تكون أحياناً دون تفكير سليم ومنطقي .. وجميل منهم أن أعادوا التفكير مرة أخرى وفجاءوها بخير رضاهم وموافقتهم على ذلك .. لكِ جزيل الشكر أختي .. لؤلؤة الكون على هذه القصة الجميلة والمشوقة .. |
قصه جميله يعطيك الف عافيه
|
أخي عـ الناس ـز أسبغت علي بالإطراء الكثير كلي رجاء أن اكون علي قدر ثقتكم بي وبحروفي جزيل الشكر لك ولهذا المرور منعش هذا المرور كمطر نيسان يبهج الروح دمتم اخوة اعتز بتواجدهم دمتم بسعاده |
ادمنتك شرفتني مصافحتك الاولي لحروفي دمت بخير |
هكذا هو الحال دائما بالنسبة للأبناء وموقفهم من زواج الام بعد وفاة الاب
الابناء دائما يعتقدون ان الام ملك لهم وينظرون لزواج الام نظرة انانية ولو فكروا قليلا عندما يكبروا وتصير لكل منهم حياته الخاصة وتبقى الام وحيده لغيروا فكرتهم ونرى فى هذه القصة نظرة واقعية من الابناء لمصير امهم وتعويضها بعض مابذلته من تضحيه من اجلهم اشكرك عزيزتى لؤلؤة على روعة القصة وماتهدف اليه من قيم رائعة |
| الساعة الآن 01:48 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.