إن الإيمان بالله ، و تقواه ...
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================== ======== { و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض .. } الأعراف . إن العقيدة الإيمانية في الله ، و تقواه ، ليست مسألة منعزلة عن واقع الحياة ، و عن خط تاريخ الإنسان . ======== إن الإيمان بالله ، و تقواه ، ليؤهلان لفيض من بركات السماء و الأرض . وعدا من الله . و من أوفى بعهده من الله ؟ و نحن - المؤمنين بالله - نتلقى هذا الوعد بقلب المؤمن ، فنصدقه ابتداء ، لا نسأل عن علله و أسبابه ، و لا نتردد لحظة في توقع مدلوله . نحن نؤمن بالله - بالغيب - و نصدق بوعده بمقتضى هذا الإيمان ======== إن الإيمان بالله دليل على حيويه في الفطرة ، و سلامة في أجهزة الاستقبال الفطرية ، و صدق في الإدراك الإنساني .. و حيوية في البنية البشرية ، و رحابة في مجال الإحساس بحقائق الوجود .. و هذه كلها من مؤهلات النجاح في الحياة الواقعية . ======== و الإيمان بالله قوة دافعة دافقة ، تجمع جوانب الكينونة البشرية كلها ، و تتجه بها إلى وجهة واحدة ، و تطلقها تستمد من قوة الله ، و تعمل لتحقيق مشيئته في خلافة الأرض وعمارتها .. و في دفع الفساد و الفتنة عنها ، و في ترقية الحياة و نمائها .. و هذه كذلك من مؤهلات النجاح في الحياة الواقعية . ======== و الإيمان بالله تحرر من العبودية للهوى و من العبودية للعبيد . وما من شك أن الإنسان المتحرر بالعبودية لله أقدر على الخلافة في الأرض خلافة راشدة صاعدة من العبيد للهوى و لبعضهم بعضا . ======== و تقوى الله يقظة واعية تصون من الاندفاع و التهور و الشطط و الغرور ، في دفعة الحركة و دفعة الحياة و توجه الجهد البشري في حذر و تحرج .. فلا يعتدي ، و لا يتهور ، و لا يتجاوز حدود النشاط الصالح . |
الساعة الآن 03:51 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.