منتديات أعز الناس

منتديات أعز الناس (https://www.a3zz.net/index.php)
-   نفحات إسلامية (https://www.a3zz.net/forumdisplay.php?f=147)
-   -   المسلم ثروة إنسانية (https://www.a3zz.net/showthread.php?t=4929)

ام سامح 08-06-2010 12:36 AM

المسلم ثروة إنسانية
 
بسم الله الرحمن الرحيم

المسلم ثروة إنسانية


اهتمَّ الإسلامُ بتطويرِ الإنسانِ وتنميةِ قدراتِهِ ومواهبه للوصول به إلى الرقيِّ والتقدم، فهو خليفةُ اللهِ سبحانه في أرضِهِ، ومناطٌ بهِ تعميرَ الأرضِ وهدايةَ البشرِ وإرشادَهُم إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرةِ.

فكانت "اقْرَأْ" أولَ أمرٍ لسيدِ الخلقِ صلى الله عليه وسلم مِن رَبِّهِ عزَّ وجل.. أول أمرٍ لتحفيزِ الهمّةِ والصعودِ إلى القمةِ.
فعِلمُ التنميةُ البشريةِ.. هذا العلمُ الذي يشغلُ العالَمُ فِي هذا العصرِ، عِلمٌ جُذورُه قديمةٌ، قِدَمٌ يَجهلُه الكثير، فقدْ عَرَفنا –نحن المسلمون- أسسَهُ مِنْ أكثر مِن 1400عامٍ


نَعَمْ..
هذا العلمُ.. هُوَ جزء من المنهج الإسلامي المتكامل، الذي مِنَ المُفترَض أنْ نكونَ تربينا عليهِ سواءً كُنّا ندري أو لا.

فنَجِدُ الحضَّ على التنميةِ فِي كلامِ اللهِ عَزَّ وَجل لنا:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
.. فَرَبَطَ اللهُ عزَّ وجل التغييرَ بالإنسانِ نفسِهِ وَحمّلَهُ مسؤوليةَ أفعالِهِ سلباً وإيجاباً وَنهاهُ عَنْ تعليقِ العواقِبِ بأسبابٍ خارجيةٍ.
وفِي مَوضِعٍ آخر..
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.. هُنا يأتِي دورُ الأملِ والرسائلِ الإيجابيةِ التي هِيَ المفتاحُ الرئيسي للتنميةِ البشريةِ.
أو كَمَا قالَ د.عائضُ القرني فِيمَا يقترِبُ لِمعنى هذِهِ الأياتِ: أنتَ الذي تُلونُ حياتِك بنظرتِكَ إليها، فحياتُك مِن صُنعِ أفكارِك فلا تضع نظارةً سوداءً على عينيكَ.

وَنَجِدُ فِي السيرةِ النبويةِ أنّ الحبيبَ صلى الله عليه وسلم كانَ يُعلِم أصحابَهُ حِينَ يَقولُ: إنّ مِنَ الشَّجرِ شجرةً لا يَسقطُ وَرَقُهَا، وإنّها مِثلُ المُسلِمِ، فحدّثوني ما هي...
وَفِي مِثالٍ آخر يقولُ صلواتُ ربِّي وَسلامُهُ عَلَيهِ: أتدْرُونَ مَنْ هُوَ المُفلِسِ؟
أو فِي حديثٍ آخر: أتدْرُونَ مَنْ أهلُ البلاءِ؟
وهذا المنهجُ يحِثُّ عَلى الاستِنبَاطِ والتشويقِ والتنويعِ
وفِي موضعٍ آخر: لما سُئل صلى الله عليه وسلم عن شراء التمر بالرطب، فقال:أينقص الرطب إذا يبس؟، قالوا: نعم، فنهى السائل عن ذلك...
وَهُنا مَنهجٌ تربويٌ يُوضِحُ العِلّةَ قَبلَ الحُكمِ..

وبهذه الروح، وبهذا المنهج انتشرَ الإسلامُ فِي الجزيرةِ، ومِنهَا إلى العالَمِ كُلِّهِ على أيدي صحابَةِ وتابعينَ، قوّاد وروّاد مُقتدِينَ بسنّةِ المُصطفى المُختارِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
فالدعوةُ إلى اللهِ لَيسَتْ مُجرّدَ كلِماتٍ فِي شِهادَةِ توحيدٍ، بَلْ هِيَ عَمَلٌ أكبرُ وأعظمُ.. فكَمْ مِنَ المُسلمينَ فِي العالَمِ، يَعيشونَ اليومَ فِي بُلدانِ فَتحَهَا الصحابةُ رِضوانَ اللهِ عليهِم أجمعينَ وزرعوا بها الإسلام...

فيُثارُ في الأذهانِ سؤالٌ: مَا هِيَ الإمكانيات التي كانتْ لدَيهِم لِنَشرِ الإسلامِ فِي تِلكَ المساحَةِ الواسِعَةِ مِنَ الأرضِ وَليست لدينا فضيّعْنَا زَرعَهُم ذاك؟
أموالٌ؟! علومٌ؟!! تكنولوجيا؟!!


إنّ قوة الإسلامَ مِنذُ بِدايتِهِ اعتمدتْ عَلى قُوةِ الفردِ وإرادته لِتحقيقِ الأهدافِ وَليسَ المُعجِزاتِ والظروفِ الخارجيةِ.. لذا كانَ لابُدَّ مِنْ تطويرِ العنصرِ البشريِّ، تطويرِ الأداءِ وَرفعِ الكفاءَةِ فِي العَملِ الدعويِّ. وَإنْ كانَ العصرُ الحديث هُو عَصر الثورةِ المعلوماتيةِ، فَعَلى أصحابِ الدَّعوةِ اليومَ اللحاقَ بَل ريادةِ هذا الرّكب.. وَلنْ يَكونَ هَذا إلا بِالتنميةِ وَالتدريبِ المستمرِ.
وإلى هُنَا يَأتِي دَورُ الإعترافِ باحتِياجِنَا الشديدِ لتبنّي هَذا العلمِ ودِراسَتِهِ عَلى أكمَلِ وَجهٍ، وَقبلَ ذلِكَ -وَهوَ الأهم- العودَةِ الصادقةِ إلى اللهِ والتمسكِ بدينِنا وشرائعِهِ، لِنَصنَعَ قُوّاداً مِنْ جَديدٍ، مُسلمينَ يُواكبِونَ العصرَ بِلُغَتِهِ.
مُسلمينَ مُبدعينَ فِي الحوارِ والاستماعِ والتركيزِ واستيعابِ الآخرِ والتحفيزِ، مُسلمينَ يُحسِنُونَ الفهمَ..
عَباقِرةً فِي تَوصِيلِ أفكارِهِم وَرسائلِهِم، أساتِذةً فِي الإقناعِ واتِخاذِ القَرارِ وَحَلِّ المُشكِلاتِ، أقوياءً بِعقولِهِم ونُفوسِهِم، إيجابِيينَ بأفكارِهِم وأعمالِهِم، سبّاقِينَ فِي اكتِشافِ الطاقاتِ البشريةِ وحُسنِ استغلالِها .
البقاءُ والخلودُ شيمُ مَا صَنعُوا للهِ، والعالميةُ هَدفٌ وَوسيلةُ تطبيقٍ..
اقتصادياً فِي تَنميةٍ..
سِياسياً فِي تَنميةٍ..
عِلمِياً فِي تنميةٍ..
فِكريّاً، أدبيّاً، ثقافِياً، قلبيّاً، رُوحِيّاً.. كلهَا في تنميةٍ مُستمرةٍ
حَتّى يَعودَ مَجدُ الإسلامِ مِنْ جَديدٍ فِي مُجتَمَعٍ مُسلِمٍ سَليمٍ..
فَإنّا إن استطعنَا تنميةَ ذواتِنا، أنجَزْنَا فِي حَياتِنا فَوقَ مَا نتمنّى، وإنْ تَيقنّا وَآمنّا بِعظمَةِ الخالِقِ فلنْ نَستهينَ أبداً بِمَا خَلَق، فَالعَقلُ وَالنفسُ وَالجَسدُ البشريِّ يَملِكُ مِنَ القَدرَاتِ فَوقَ مَا نُدرِكَ لِعظمَةِ وَإبداعِ خَالِقِهِ فِيهِ..

أمّا المُخجِلُ فَهوَ الجهلُ بِمَا نَملِكُ مِن فَضلِ اللهِ وَبالتالي سُوءُ استغلالِهِ وَهُنَا يأتِي العَجزَ بِعينِهِ، فَهَلْ نستغِلُّ هَذِهِ التنميةَ وَنحنُ حَامِلِي هذا الدين؟
أمَا آنَ لَنا أنْ نُعيدَ بِناءَ أنفسِنَا دينيّاً وفِكريّاً لِنُعيدَ مَجدَنا وَعِزِّنَا؟

اللهم أعز الإسلام والمسلمين




Silver Lion 08-06-2010 03:37 AM

اقتباس:

إنّ قوة الإسلامَ مِنذُ بِدايتِهِ اعتمدتْ عَلى قُوةِ الفردِ وإرادته لِتحقيقِ الأهدافِ

لي تعليق بسيط يا أختي أم سامح ,,

كان هناك رابط بين علماء المسلمين من عرب و عجم وهو الدين الواحد ,,
فلم يكن هناك فرق بين العرب و العجم من المسلمين فالإنجاز الطبي و العلمي و الأدبي في كافة المجالات ينسب إلى الإسلام .. فنجد علماء مسلمين عرب و عجم يدا بيد لتطوير العلوم الإنسانية و إثرائها .. ولكن بعد الإستعمار و الحروب الصليبية و النكسات اللتي حلت بالمسلمين و العرب .. و ظهور الدول الحديثة .. نجد العلم ينسب لجنسية صاحبه .. فنجد العالم المصري فلان الفلاني .. و الفيزيائي السعودي فلان الفلاني .. و الكيميائي السوري فلان .. و الطبيب الجراح التونسي فلان الفلاني .. فمتى نعود و نوحد صفوفنا تحت راية دين واحد .. متى نقول الطبيب المسلم فلان و العالم المسلم فلان بغض النظر عن جنسيته و لونه و بلدهـ .. !!

دمتي بود يا غاليه ,,



ام سامح 08-12-2010 10:22 AM

الاخ سلفر
لك من الورد أجمعه عزيزى
ولعلها تفي بحقك وحق حضورك الذي عطر آركان متصفحي
زاد الموضوع تألقاَ وقيمة بأفادتك القيمة يالغالى
لك ودى وتقديرى واحترامى

عيون المهاا 08-13-2010 04:40 AM

جزاك الله الف خيرر

وجعله في ميزان حسنااااااااااااااااااااتك

ام سامح 08-17-2010 01:30 AM

الاخت العزيزة عيون المها

يسعدنى دائما تواجدك العذب

إن لمرورك رونق خاص يسعدنى

تقبلى كل الأحترام والتقدير

الدامعه بصمت 08-17-2010 02:59 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام سامح 08-17-2010 06:27 AM

الاخت العزيزة الدامعة بصمت

يسعدنى دائما تواجدك العذب

إن لمرورك رونق خاص يسعدنى

تقبلى كل الأحترام والتقدير


الساعة الآن 04:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.