منتديات أعز الناس

منتديات أعز الناس (https://www.a3zz.net/index.php)
-   حكايا (https://www.a3zz.net/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أهداها سعدها الشقاء (https://www.a3zz.net/showthread.php?t=11151)

نفسي عزيزة 01-08-2013 11:28 PM

أهداها سعدها الشقاء
 
قصة من الواقع بـ قلمي


عنوان القصة

أهداها سعدها الشقاء



التقيتها في عرس .. و هالني منظرها فقد وجدتها كتلة لحم متكومة محمولة على كرسي متحرك!!

ليست مشلولة ولكن ظهرها ورجليها لا يحملان هذا الجسم المفرط بالسمنة

اغتالتها الأمراض و شلت حركتها إلا من وجه ذا ثغر باسم ويدين تصفق في عرس حفيدتها

لكن هذا الفرح لم يغطِ سحابة الحزن التي استقرت على ملامحها !!



و رجعت بي الذكريات إلى زمن الطفولة حيث كنت ألعب في زاوية من زوايا الحي المتعرج

و فجأة سمعت بكاء و عويلا

و نساء الحي متلفعات بالسواد يدخلن بيتها

و يهدئن من صراخها ..

فقد مات زوجها في حادث سيارة وترك لها أربعة أطفال

أكبرهم أسمه سعد لم يتجاوز ثلاثة عشر سنة !!


وكان عمرها آن ذاك لا يتجاوز الخامسة و العشرون

تزوجت في سن مبكرة و ترملت في سن صغيرة

و مرت السنوات .. وسعد أصبح فتيا و أم سعد زهرة جمالها تزداد تفتحا وأنوثة

و جسدها الملفوف القوام يزيدها جاذبية و إثارة مما جعل الكثير يتسابق لخطبتها

و لكن سعدا الذي نصب نفسه وليا لأمرها بعد وفاة والده
كان يرفض ويرد كل خاطب مرددا :
ليس لدينا أمهات للزواج !!
و عندما يرى من أمه إشارة بالموافقة أو يسمع منها موعظة عن سنة الحياه ..
كان يترك لها البيت مخاصما حتى رضخت لأمره..

و ضحت من أجله و أجل أخوته

و ضربت نصائح الناس لها بالزواج عرض الحائط

ورفضت كل من تقدم إليها احتراما لرغبته و خوفا من تنفيذ تهديداته !!

كنت أسمع شكواها و أرى دموعها عندما تجلس
مع أمي لتناول شاي الضحى

و أتظاهر باللعب أمامهما و لكن في قلبي .. نما كره سعد !!

تزوج جميع أولادها ومضي الزمن و مضت معه لياليه
و كلاٌ في حضن شريكة حياته

وهي تخبئ أحلامها الغير مشروعة في نظر سعد تحت وسادتها تتخيل زوجا
تسكن إليه و يسكن إليها فتنطلق منها تنهيدة حارة
تلامس حرارتها شهب السماء لتنفجر بداخلها براكين من الدموع و الآهات و الزفرات ..
و تنام لتصحو وحدها في بيت لا تدب فيه الحياة إلا حين
يتكرمون عليها أولادها و أحفادهم بالزيارة !!

و هذه الليلة ليلة عرس إبنة سعد .. حفيدتها الأولى

باركتُ لها و جلست أمازحها قليلا بقولي :
مازلتِ جميلة يا أم سعد أين الخطاب عنك ؟؟
تنهدت بعمق و من خلف ابتسامة لم تخفِ سحابة أحزان حياتها قالت :

الله يرزقنا الجنة مع أبو سعد ..

وحانت مني التفاته لأبي العروس و هو يبتسم لزوجته ولسان حالي يقول :

يا سعد

منك لله

لقد أهدتك أمك السعادة و أهديتها أنتَ الشقاء !!


أرجو أن تنال استحسانكم

ام سامح 01-09-2013 12:03 PM




الاخت نفسى عزيزة
قصة جميلة وهادفة ..
اسعدني كثيرا ما قرأته من قلمكِ
دام بوحك ونزف قلمك..
أنتظر المزيد من إبداعك.

أرق التحايا لك

http://www.lamst-a.net/upfiles/Kt396405.png


شموخ 01-09-2013 02:38 PM

ماشاء الله
قصة جميلة صاغتها يمينك
بكل أتقااان
فباارك الله فيك أختي المبدعة
نفسي عزيزة تقبلي ودي

أبو سامي 01-09-2013 06:19 PM

الفاضلة أختي الكريمة نفسي عزيزة

بداية أهنئكِ من القلب على روعة ما تملكيه من الفكر النيّر والقلم اللامع والذي ببراعتكِ استطعتِ أن توظفيهما في هذا المجال الجميل وهو تعبيركِ عن ما هو حولكِ وما يصول ويجول في خلدك

القصة قرأتها وأعدت قراءتها مراراً وتكراراً حتى عشتها وتعايشت معها وفي كل مرةِ أرى فيها حجم الإجحاف من قبل هذا الولد ( سعد ) في حق أمه التي وبلا شك أولته الكثير والكثير من المحبة والرعاية والعناية والحنان منذ أن كان في بطنها إلى ما شاء الله ... فمن العجب أن يمنع والدته حقها الشرعي سيما وأنها موافقة على الزواج بعد وفاة والده وهذه سنة الحياة التي كفلها الله سبحانه لعباده .. حيث ليس من حقه أن يمنعها وليس وصيّاً عليها ومن الأعجب رضوخ والدته لتعنته وتسلطه هذا !! ولكن قد يُعزى هذا لدرء مفسدةٍ كانت تخشى وقوعها كـ خوفها من أن يخرج ويهجر المنزل وما يترتب على ذلك من شتاتٍ أسري ونحو ذلك ناهيكِ عن حجم التهديدات التي فرضها هذا الولد على أمه ولا يعلمها الا الله سبحانه

كان الله في عونكِ يا أم سعد وأجاركِ في مصيبتكِ وأخلفك خيراً منها آمين
وسامحك الله يا سعد على ما قدمته لوالدتك من شقاء بدلاً من السعادة والهناء
............

أعتذر لكِ عن الإطالة وتقبلي تواجدي هنا وذروة إعجابي بما أحسستِ وكتبتِ

ولكِ التحية وجل التقدير .

نفسي عزيزة 01-10-2013 09:21 AM

أم سامح .. تسعدني سعادتك
و تذوقك لما أكتب

رزقك الله سعادة لا تنتهي

لك ودي

نفسي عزيزة 01-10-2013 09:24 AM



شموخ .. أهلا بك و باطلالتك الجميلة

ولا يتذوق رسم الكلمات إلا مبدع

شموخ .. دمتِ كما تحبين

لك ودي

نفسي عزيزة 01-10-2013 09:34 AM

بو سامي اشكر لك مرورك العذب على متصفحى

فنحن لانمتلك الا القلم و بعض من كلمات
علّها تصور بعض من وجعنا


خصوصا اذا كنا عاطفيون


و ببقى سعد يمثل بعض من عقول المجتمع نفسه
التي عليها غشاوة غطت سنن الله في خلقه
و غضت الطرف عن أحكام شرعه
التي تتناسب مع رغبات النفس
و فطرتها السليمة

بو سامي .. اشرق متصفحى بتواجدك

زارع الورد 01-10-2013 01:58 PM

القصة بحدثها وزمنها ومكانها ... بأسلوبها، وحسها
قد عبرت عن نفسها .. فلا أجد مساحة كافية بين
أسطرها للإضافة ...

إن أقصى ما يمكن أن يحل بالمرأة من أسى
وألم وحرمان ، هو حين تفقد شريك حياتها
وهي مازالت في بهاء العمر ونظارته ، وقوته
ونشوته .. ثم تكون قد رزقت من زوجها بأبناء
حتى ولو كان واحداً ...

فلنا أن تصور ألم الفراق في أجمل أيام
العمر وبهجته وسروره ، ونشوته ودلاله ..
ثم طفل أو أكثر يذكرها بتلك اللحظات الغالية ..
ثم بعد ذلك تحمل المسؤلية بمفردها ..
ثم صراع المشاعر التي تتدفق بين مد وجزر
بين الوفاء للسابق .. والميل للحاضر ..
ثم صراع بين أمل ويأس ... قبول ورفض ..

أكبر عقوق - في نظري - تعنت الأبناء ووقوفهم
في طريق سعادة أمهم في مثل هذه الظروف..
لذلك يتوجب تدخل الأقارب لحسم مثل هذا
الأمر باهتمام بالغ ...


أختي الكريمة ( نفسي عزيزة )

تصوير في غاية الروعة ونقل حي مباشر لواقع
مؤلم لفتيات يعشن هذا الحرمان الذي قد يخفى
على الكثير .. ويكون منسياً رغم ظهوره في
المجتمع بصورة واضحة ...


لك كل الود والتقدير ..

نفسي عزيزة 01-11-2013 12:50 PM


زارع .. ها أنت تأتي كعادتك
لتضع النقط على الحروف

حين تحدثت عن أكبرالعقوق و هل هناك عقوق
أقسى من العضل و هو حرمان المرء من حقه في الحياه ..

و حين تحدثت عن مشاعر الفقد والاحتياج ..
مشاعر امرأة بين نارين
كلاهما تحرق !! فتعيش في نارها وجعا لا يشعر بها إلا هي ..
مشاعرها مؤلمة لا تفهمها إلا امرأة مثلها
أو أمرة جربت معاناتها
أنها تسمع صوته أحيانا يناديها فتهرع إليه لكنها
لا تجده .. تشم رائحة عطره أو جسده فتبحث عنه
لكنها لا تراه ..
تجلس بيت أهلها و تنتظر قدومه ليأخذها
و ما أصعبه من انتظار .. انتظار من لا يجيء..
تشعر بحنين لكلماته .. و لمساته و نظرة عينيه ..
تتمنى أن تنام بجانبه و تصحى قبله لترى قسمات وجهه
و هو نائم
لكنها تصحو على لحظات مؤلمة
و وقت مشلول بطيئ يحمل ذكريات موجعة

زارع ..بـ حضورك اكتملت اللوحة

لك كل التقدير

ورده الامل 06-27-2013 10:46 PM

نقلت لنا احساس رائع من ما لامسه واقعك في
هذه القصه التي لامست مشاعرنا حزنا
رغم روعه الاسلوب .


راق لي ما نقلت .. تقبلي مروري

مع كل الود


الساعة الآن 12:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.