لقد جاء هذا القرآن ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . =================================== ======== { إن الله يأمر بالعدل و الإحسان .. } النحل . لقد جاء هذا القرآن لينشيء أمة و ينظم مجتمعا ، ثم لينشيء عالما و يقيم نظاما . جاء دعوة عالمية إنسانية لا تعصب فيها لقبيلة أو أمة أو جنس إنما العقيدة وحدها هي الآصرة و الرابطة و القومية و العصبية و من ثم جاء بالمبادئ التي تكفل تماسك الجماعة و الجماعات ، و اطمئنان الأفراد و الأمم و الشعوب ، و الثقة بالمعاملات و الوعود و العهود . ======== جاء " بالعدل " الذي يكفل لكل فرد و لكل جماعة و لكل قوم قاعدة ثابتة للتعامل ، لا تميل مع الهوى ، و لا تتأثر بالود و البغض ، و لا تتبدل مجاراة للصهر و النسب ، و الغنى و الفقر ، و القوة و الضعف . إنما تمضي في طريقها تكيل بمكيال واحد للجميع ، و تزن بميزان واحد للجميع . ======== و إلى جوار العدل .. " الإحسان " .. يلطف من حدة العدل الصارم الحازم ، و يدع الباب مفتوحا لمن يريد أن يتسامح في بعض حقه إيثارا لود القلوب ، و شفاء لغل الصدور . و لمن يريد أن ينهض بما فوق العدل الواجب عليه ليداوي جرحا أو يكسب فضلا . و الإحسان أوسع مدلولا ، فكل عمل طيب إحسان .. و الأمر بالإحسان يشمل كل عمل و كل تعامل ، فيشمل محيط الحياة كلها في علاقات العبد بربه ، و علاقاته بأسرته ، و علاقاته بالجماعة ، و علاقاته بالبشرية جميعا . |
الساعة الآن 08:34 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.