تدبر نعمة الإيمان ..
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمع =================================== ======== إن الإيمان بالله هو نقطة التحول في حياة البشرية من العبودية لشتى القوى ، و شتى الأشياء ، و شتى الاعتبارات .. إلى عبودية واحدة لله تتحرر بها النفس من كل عبودية ، وترتفع بها إلى مقام المساواة مع سائر النفوس في الصف الواحد أمام المعبود الواحد .. ثم ترتفع بها فوق كل شيء و كل اعتبار . و هي نقطة التحول كذلك من الفوضى إلى النظام و من التيه إلى القصد ، و من التفكك إلى وحدة الاتجاه . ======== فهذه البشرية دون إيمان بالله الواحد لا تعرف لها قصداً مستقيماً و لا غاية مطردة .. و لا تعرف لها نقطة ارتكاز تتجمع حولها في جد و في مساواة ، كما يتجمع الوجود كله واضح النسب و الارتباطات و الأهداف و العلاقات . ======== فالإيمان هو الرشد الذي ينبغي للإنسان أن يتوخاه و يحرص عليه . و الكفر هو الغي الذي ينبغي للإنسان أن ينفر منه و يتقي أن يوصم به . و الأمر كذلك فعلاً . فما يتدبر الإنسان نعمة الإيمان .. ما تمنحه للإدراك البشري من تصور ناصع واضح .. و ما تمنحه للقلب البشري من طمأنينة و سلام .. و ما تثيره في النفس البشرية من اهتمامات رفيعة و مشاعر نظيفة .. و ما تحققه في المجتمع الإنساني من نظام سليم قويم دافع إلى تنمية الحياة و ترقية الحياة . ======== ما يتدبر الإنسان نعمة الإيمان على هذا النحو حتى يجد فيها الرشد الذي لا يرفضه إلا سفيه .. يترك الرشد إلى الغي .. و يدع الهدى إلى الضلال .. و يؤثر التخبط و القلق و الهبوط و الضآلة على الطمأنينة و السلام و الرفعة و الاستعلاء . |
الساعة الآن 11:10 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.