ما الذي غرك بربك الكريم ؟ ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . =================================== ======== { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم،الذي خلقك فسواك فعدلك } الانفطار . إن هذا الخطاب ينادي في الإنسان أكرم ما في كيانه و هو " إنسانيته " التي بها تميز عن سائر الأحياء ، و ارتفع إلى أكرم مكان ، و تجلى فيها إكرام الله له ، وكرمه الفائض عليه . ثم يعقبه ذلك العتاب الجميل الجليل " ما غرك بربك الكريم " يا أيها الإنسان الذي تكرم عليك ربك ، راعيك و مربيك ، بإنسانيتك الكريمة الواعية الرفيعة .. يا أيها الإنسان ما الذي غرك بربك الكريم ، فجعلك تقصر في حقه ، و تتهاون في أمره ، و يسوء أدبك في جانبه ؟ ======== و هو ربك الكريم . الذي أغدق عليك من كرمه و فضله و بره .. الذي ميزك عن سائر خلقه بإنسانيتك ، و التي تميز بها و تعقل و تدرك ما ينبغي و ما لا ينبغي في جانبه . و هو القادر على أن يركبك في أي صورة وفق مشيئته . فاختياره هذه الصورة لك منبثق من كرمه وحده ، و من فضله وحده ، و من فيضه المغدق على هذا الإنسان الذي لا يشكر و لا يقدر . بل يغتر و يسدر . ======== " الذي خلقك فسواك فعدلك " إنه خطاب يهز كل ذرة في كيان الإنسان حين تستيقظ إنسانيته ، و يبلغ من القلب شغافه و أعماقه .. و ربه الكريم يعاتبه هذا العتاب الجليل ، و يذكره هذا الجميل ، بينما هو سادر في التقصير ، سيء الأدب في حق مولاه الذي خلقه فسواه فعدله . إن خلق الإنسان على هذه الصورة الجميلة السوية المعتدلة ، الكاملة الشكل و الوظيفة ، أمر يستحق التدبر الطويل ، والشكر العميق ، و الأدب الجم ، و الحب لربه الكريم . |
الساعة الآن 08:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.