الله الذي خلقكم من ضعف ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين =================================== ======== { الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة } الروم . و لم يقل خلقكم ضعافا أو في حالة ضعف ، إنما قال : " خلقكم من ضعف " كأن الضعف مادتهم الأولى التي صيغ منها كيانهم و الضعف هنا ذو معان و مظاهر شتى في تكوين هذا الإنسان . ======== إنه ضعف البنية الجسدية الممثل غي تلك الخلية الصغيرة التي ينشأ منها الجنين . ثم في الجنين و أطواره و هو فيها كلها واهن ضعيف . ثم في الطفل و الصبي حتى يصل إلى سن الفتوة و ضلاعة التكوين . ======== ثم هو ضعف المادة التي ذرأ منها الإنسان . الطين . الذي لولا نفخة من روح الله لظل في صورته المادية أو في صورته الحيوانية ، و هي بالقياس إلى الخلقة الإنسانية ضعيفة ضعيفة . ======== ثم هو ضعف الكيان النفسي أمام النوازع و الدفعات ، و الميول و الشهوات التي لولا النفخة العلوية و ما خلقت في تلك البنية من عزائم و استعدادات ، لكان هذا الكائن أضعف من الحيوان المحكوم بالإلهام . ======== ثم جعل من بعد ضعف قوة .. قوة بكل تلك المعاني التي جاءت في الحديث عن الضعف . قوة في الكيان الجسدي ، و في البناء الإنساني ، و في التكوين النفسي و العقلي . ======== ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة . ضعفا في الكيان الإنساني كله . فالشيخوخة انحدار إلى الطفولة بكل ظواهرها . و قد يصاحبها انحدار نفسي ناشئ من ضعف الإرادة حتى ليهفو الشيخ أحيانا كما يهفو الطفل ، و لا يجد من إرادته عاصما . و مع الشيخوخة الشيب ، يذكر تجسيما و تشخيصا لهيئة الشيخوخة و منظرها . |
الساعة الآن 10:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.