منتديات أعز الناس

منتديات أعز الناس (https://www.a3zz.net/index.php)
-   نفحات إسلامية (https://www.a3zz.net/forumdisplay.php?f=147)
-   -   الإعجاز القرآني (https://www.a3zz.net/showthread.php?t=15218)

السحر الحلال 05-23-2019 06:21 PM

الإعجاز القرآني
 




الإعجاز القرآني يتمثل في أمرين:
الأول: إعجازه من حيث ألفاظه وتراكيبه وبلاغته، فهو يجمع المعاني العظيمة الكثيرة بأجمل لفظ وأخصر عبارة، وقد تحدى الله العرب البلغاء الفصحاء مجتمعين مع الجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، قال الله تعالى: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [الطور:34].
وقال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].
بل تحداهما بسورة واحدة، قال الله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:23].
وقد عجز الجميع عن أن يأتوا بسورة في حجم سورة العصر فأي إعجاز بعد هذا!!
والثاني: الحقائق العلمية التي أخبر عنها في كتابه وتوصل علماء الفلك والطبيعة إلى بعضها في هذا العصر.
ونقل السيوطي في الإتقان في علوم القرآن قوله: اختلف أهل العلم في وجه إعجاز القرآن.. فذكروا في ذلك وجوهاً كثيرة كلها حكمة وصواب وما بلغوا في وجوه إعجازه جزءاً واحداً من عشرة معشاره فقال قوم: هو الإيجاز مع البلاغة، وقال آخرون: هو البيان والفصاحة، وقال آخرون: هو الرصف والنظم، وقال آخرون: هو كونه خارجاً عن جنس كلام العرب من النظم والنثر والخطب والشعر مع كون حروفه في كلامهم ومعانيه في خطابهم وألفاظه من جنس كلماتهم، وهو بذاته قبيل غير قبيل كلامهم وجنس آخر عن أجناس خطابهم حتى إن من اقتصر على معانيه وغير حروفه أذهب رونقه، ومن اقتصر على حروفه وغير معانيه أبطل فائدته، فكان في ذلك أبلغ دلالة على إعجازه، وقال آخرون: هو كون قارئه لا يكل وسامعه لا يمل وإن تكررت عليه تلاوته، وقال آخرون: هو ما فيه من الإخبار عن الأمور الماضية، وقال آخرون: هو ما فيه من علم الغيب والحكم على الأمور بالقطع، وقال آخرون: هو كونه جامعاً لعلوم يطول شرحها ويشق حصرها.
وقال الزركشي في البرهان: أهل التحقيق على أن الإعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال لا بكل واحد على انفراده، فإنه جمع ذلك كله فلا معنى نسبته إلى واحد منها بمفرده مع اشتماله على الجميع؛ بل وغير ذلك مما لم يسبق، فمنها: الروعة التي له في قلوب السامعين وأسماعهم سواء المقر والجاحد، ومنها: أنه لم يزل ولا يزال غضاً طرياً في أسماع السامعين وعلى ألسنة القارئين، ومنها: جمعه بين صفتي الجزالة والعذوبة، وهما كالمتضادين لا يجتمعان -غالباً- في كلام البشر، ومنها: جعله آخر الكتب غنياً عن غيره وجعل غيره من الكتب المتقدمة قد يحتاج إلى بيان يرجع فيه إليه، كما قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [النمل:76].
فإذن القرآن معجز من حيث تركيبه ومعانيه معاً، ولذلك يفعل في النفوس من التأثير ما لا يفعله غيره. قال الخطابي: وقد قلت في إعجاز القرآن وجهاً ذهب عنه الناس وهو: صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً ولا منثوراً إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال ومن الروعة والمهابة في حال آخر ما يخلص منه إليه، قال الله تعالى: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر:21].
وقال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر:23].

نفعنا الله جميعا بما نقرأ ونكتب

حروف الغلا 05-27-2019 03:44 AM

نور الله قلبك علي طرحك الرائع يا السحر الحلال


مع اطيب الامنيات

زارع الورد 05-27-2019 04:12 AM

موضوع شيق وثري بما فيه
من أقوال لأهل العلم في تفسير
سر إعجازه .. وممتع فيما حوى
من جوانب تتعلق بكتاب الله ..

وإعجاز القرآن الكريم متجدد باق
إلى قيام الساعة ، فهو كأنه نازل
في كل عصر ..لذلك نجد أن كل مفسر
لبعض آيات القرآن الكريم يفسرها بحسب
ما هو مناسب لعصره ، متناسب لما
وصل إليه العلم وفهم ومستوى العقول
في زمنه.. وهكذا نجد تفاسير كثيرة
للقرآن الكريم ثرية بتدبر العقول ونتاجها
العلمي والفكري في كل زمان ومكان.. ومع
ذلك يبقى القرآن معجز في سعة معانيه
وصحة تفاسيره بحسب سياقاته ودلائله
وفق مستوى كل عصر في علومه واكتشافاته ..

فهو يحتوي كل العقول والعصور بكل علومها ومعارفها
ولا تحتويه أبداً ..


شكر لاختيارك المميز أخي السحر الحلال .

السحر الحلال 05-27-2019 09:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حروف الغلا (المشاركة 153354)
نور الله قلبك علي طرحك الرائع يا السحر الحلال


مع اطيب الامنيات

سعدت بمرورك

شكرا لك

السحر الحلال 05-27-2019 09:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع الورد (المشاركة 153356)
موضوع شيق وثري بما فيه
من أقوال لأهل العلم في تفسير
سر إعجازه .. وممتع فيما حوى
من جوانب تتعلق بكتاب الله ..

وإعجاز القرآن الكريم متجدد باق
إلى قيام الساعة ، فهو كأنه نازل
في كل عصر ..لذلك نجد أن كل مفسر
لبعض آيات القرآن الكريم يفسرها بحسب
ما هو مناسب لعصره ، متناسب لما
وصل إليه العلم وفهم ومستوى العقول
في زمنه.. وهكذا نجد تفاسير كثيرة
للقرآن الكريم ثرية بتدبر العقول ونتاجها
العلمي والفكري في كل زمان ومكان.. ومع
ذلك يبقى القرآن معجز في سعة معانيه
وصحة تفاسيره بحسب سياقاته ودلائله
وفق مستوى كل عصر في علومه واكتشافاته ..

فهو يحتوي كل العقول والعصور بكل علومها ومعارفها
ولا تحتويه أبداً ..


شكر لاختيارك المميز أخي السحر الحلال .


أشكر مرورك وتعقيبك



الساعة الآن 04:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.