الإيمان نور .. و الكفر ظلمات ...
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================== ======== { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } البقرة . إن الإيمان نور . نور واحد في طبيعته و حقيقته . إن الإيمان نور يشرق به كيان المؤمن أول ما ينبثق في ضميره تشرق به روحه فتشف و تصفو و تشع من حولها نورا و وضاءة و وضوحا . نور يكشف حقائق الأشياء و حقائق القيم و حقائق التصورات فيراها قلب المؤمن واضحة بغير غبش ، بينة بغير لبس ، مستقرة في مواضعها بغير أرجحة .. فيأخذ منها ما يأخذ و يدع منها ما يدع في هوادة و طمأنينة و ثقة .. نور يكشف الطريق إلى الناموس الكوني فيطابق المؤمن بين حركته و حركة الناموس الكوني من حوله و من خلاله ، و يمضي في طريقه إلى الله هينا لينا لا يعتسف و لا يصطدم بالنتوءات ، و لا يخبط هنا و هناك . فالطريق في فطرته مكشوف معروف . و هو نور واحد يهدي إلى طريق واحد . ======== فأما ضلال الكفر فظلمات شتى منوعة .. ظلمة الهوى و الشهوة .. و ظلمة الشرود و التيه .. و ظلمة الكبر و الطغيان .. و ظلمة الضعف و الذلة .. و ظلمة الرياء و النفاق .. و ظلمة الطمع و الشك و القلق .. و ظلمات شتى لا يأخذها الحصر تتجمع كلها عند الشرود عن طريق الله ، و التلقي من غير الله ، و الاحتكام لغير منهج الله .. و ما يترك الإنسان نور الله الواحد الذي لا يتعدد ، نور الحق الواحد الذي لا يتلبس ، حتى يدخل في الظلمات من شتى الأنواع و شتى الأصناف .. و كلها ظلمات . أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .. و إذ لم يهتدوا بالنور ، فليخلدوا إذن في النار . إن الحق واحد لا يتعدد و الضلال ألوان و أنماط . فماذا بعد الحق إلا الضلال . |
الساعة الآن 06:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.