لا تقنطوا من رحمة الله ...
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================== ======== {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله . إن الله يغفر الذنوب جميعا . إنه هو الغفور الرحيم } الزمر . إنها الرحمة الواسعة التي تسع كل معصية . كائنة ما كانت . و إنها الدعوة للأوبة . دعوة العصاة المسرفين الشاردين المبعدين في تيه الضلال . دعوتهم إلى الأمل و الرجاء و الثقة بعفو الله ، إن الله رحيم بعباده ، و هو يعلم ضعفهم و عجزهم . و يعلم العوامل المسلطة عليهم من داخل كيانهم و من خارجه ، و يعلم أن الشيطان يقعد لهم كل مرصد ، و يأخذ عليهم كل طريق ، و يجلب عليهم بخيله و رجله . و انه جاد كل الجد في عمله الخبيث . و يعلم أن بناء هذا المخلوق الإنساني بناء واه ، و انه مسكين سرعان ما يسقط إذا أفلت من يده الحبل الذي يربطه و العروة التي تشده . و أن ما ركب في كيانه من وظائف و من ميول و شهوات سرعان ما ينحرف عن التوازن فيشط به هنا أو هناك ، و يوقعه في المعصية و هو ضعيف عن الاحتفاظ بالتوازن السليم . ======== يعلم الله – سبحانه – عن هذا المخلوق كل هذا فيمد له في العون ، و يوسع له في الرحمة ، و لا يأخذه بمعصيته حتى يهيئ له جميع الوسائل ليصلح خطأه و يقيم خطاه على الصراط و بعد أن يلج في المعصية ، و يسرف في الذنب ، و يحسب أنه قد طرد و انتهى أمره في هذه اللحظة لحظة اليأس و القنوط يسمع ذلك النداء نداء الرحمة الندي اللطيف . الإنابة . الإسلام . و العودة إلى أفياء الطاعة و الظلال و الاستسلام .. هذا هو كل شيء . بلا طقوس و لا مراسيم و لا حواجز و لا وسطاء و لا شفعاء . |
الساعة الآن 05:10 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.