لله عز وجل حكمة في وقوع الابتلاء أو في رفع الإبتلاء ..
فمنها ما نعلمه ومنها مالا نعلمه ..
فقد نسعد أحياناً بتحقيق النجاح في أمر ما ونتفاجأ بابتلاء يصيبنا بسبب
هذا النجاح,, كأن يقدر الله أن تصاب بعين حاسد بسبب نجاحك بتفوق
من المدرسة أو بتوليك منصب مرموق في عملك ..
فقد يقضي الله ويقدر أن يصيبك بابتلاء ويجعل تحقيق مبتغاك سبباً لذلك ..
وقد تكون حكمته جل وعلا بأن يخيب أملك ليحميك من ابتلاء بعده ..
فما لنا إلا أن نؤمن بحكمه وحكمته ونرضى بقضاءه وقدره ولا نعترض عليه ..

وما جعلني أتفكر في حكمته سبحانه وتعالى ما حصل معي اليوم ..
فبعد انتهاء الأولاد من أداء اختباراتهم السنوية يوم الأربعاء قررت أخذهم
في نزهة اليوم الخميس إلى شاطىء نصف القمر بالدمام للترويح عن أنفسهم
بعد أجواء الاختبارات التي تسبب ضغوطاً نفسية للطلاب ..
وبعد وصولنا إلى الشاطىء ووضع أمتعتنا بالقرب منه توجه الأولاد والبنات
فوراً للسباحة في البحر وتوجهت أنا إلى المطعم الذي يبعد بمسافة ليست بالقريبة
مشياً على قدمي وكان قد تبقى على آذان المغرب 10 دقائق تقريباً ..
وبعد دخولي المطعم واستفساري عن المأكولات المتوفرة لديهم أفادني البائع
بأنهم لن يبدأوا في تجهيز الطلب إلا بعد صلاة المغرب..
فحاولت إقناعه بأن يبدأ بتجهيزه حالاً حيث يوجد وقت كاف قبل الآذان
إلا أنه رفض,, وكررت المحاولة معه بأنه في حال رفع الآذان قبل الانتهاء منه
فسأنتظر خارجاً ليقوم بإحضاره من الباب الآخر ولكن لا جدوى,, فقد
أصر بالرفض وطلب مني بأن أعود بعد صلاة المغرب لاستلام الطلب ..
وبعدما يأست من محاولاتي توجهت إلى عائلتي,, وعند وصولي وما إن جلست
إلا وصوت أبنتي وابنة أختي ينادونني من البحر نداء استنجاد ..
وبالفعل قد تعمقتا في دخول البحر فخدعهما قاع البحر بعمق مفاجىء
والاثنتان لا تجيدان السباحة ..
فهرعت لهن مسرعاً ولله الحمد والفضل والمنة أستطعت إنقاذهن ..
فسبحان الله ..قدّر الله أن يرفض بائع المطعم طلبي لحكمة لم أكن أعلمها ..
وما علمتها إلا بعد هذا الموقف ..
فاللهم لك الحمد حتى ترضى ..
ولك الحمد إذا رضيت ..
ولك الحمد بعد الرضى ..
اللهم لك الحمد ,, اللهم لك الحمد ,, اللهم لك الحمد