الحجاب فيه السعادة،وجمال يفوق كل جمال،فرض الله
الحجاب ليستر المرأة عن الأجانب،بل عن أعدائها من الجنس
الآخر،ليحميها من ذئاب البشر،وأعداء العفاف والطهر،
ليحفظها من أعين الماكرين الخائنين،ويرفعها عن مستنقعات العار وأوحال
الرذيلة،حجب الإسلام المرأة عن الرجال كي تبقى درةً غالية
،وجوهرة مصونة،لا تعبث بها أيدي السارق ، ولا تطولها عين
الغادر،حجب الإسلام المرأة لتبقى عزيزةً نظيفة،عفيفةً شريفة
، ويتمناها التقي،ويخشاها الشقي،
والأتقياء الأنقياء الشرفاء،يدعون لكل فتاة محجبة بأن
يحفظها الله من كل سوء،وأن يثبتها على صراطه
المستقيم،وأن ييسر لها الخير حيث يكون،ويصرف عنها الشر مهما
يكون،بل إن بعضهم ليفتخر بها ويعتز بحجابها ويتمنى أن
تكون زوجته أو أبنته أو أخته، فالحجاب عزة وفخر للمرأة والرجل
معاً،ولم يكن الحجاب يوماً منقصةً أو مذلةً أو ظلماً،بل إن
الإسلام أعزّ المرأة بالحجاب وصانها بالنقاب وحفظها بالغطاء،المرأة المسلمة
المحجبة كالملكة في بيتها،وكالسيدة في قومها،لا تمشي إلا
بمعية حارسها الشخصي،يرافقها في السوق والمستشفى والشارع،ويوصلها
إلى عملها،إن كانت عاملة،ويحميها ويحرسها من الكلمات
والنظرات المؤذية،وتمشي معه بطمأنينة وأمان،فأي سعادة وراحة من هذه،
وتذكري اختى وأبنتي الحبيبة، أن من تركت الحجاب فقد
عصت رب العالمين،وعرضّت نفسها لأشرار
الذئاب،ظانة،أنها أجمل امرأة في
أعينهم،وما علمت أنها كالحلوى المكشوفة لا يأخذها إلا
الحشرات والهوام،أما الإنسان العزيز النظيف لا يرضى بأن يأخذ هذه الحلوى
لأنه يعلم أنها لم تبق مكشوفةً إلا لقذارتها وفسادها، لمرور
الذباب عليها،فالمرأة كتلك الحلوى،إن بقيت محجبة مصونة رغبها كل من
رآها،وإن كانت متبرجة متفسخة عافها الكل ولم يأتها إلا
حشرات البشر،فهل ترضين هذا لنفسك أبنتي الغاليه،هل ترضين المذلة
والسقوط،أم الرفعة والعزة والكرامة ،أمامك طريقان
فاختاري أحدهما،فإما نجاة وإما عذاب في الدنيا والآخرة،يا
من نطق فمك بـ( لا إله إلا الله ) وأيقن قلبكِ بها،وعملَت
جوارحك بمقتضاها،أكملي دينك بحجابك ولا تنظري لحثالة
البشر وأتباعهم ، فما يملون عليكِ
إلا ذنوباً،فتذكري أن باب التوبة مفتوح ما لم يحضركِ
الموت،وتيقني أن الله لن يردكِ خائبة وقد قال( قل يا عبادي الذين أَسرفوا على
أَنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إِن الله يغفر الذنوب جميعاً إِنه هو الغفور الرحيم)
أسأل الله الكريم الرحيم أن يرد بهذه الكلمات من أعرضت عن
ذكره إلى الصراط المستقيم ، ويهدي بها من جهلت الحق
المبين ، ويلين بها قلوب العاصيات الزائغات على هدي رب العالمين،
اللهم آمـين.