بسم الله الرحمن الرحيم
في العادة يتناول كل شخص أي موضوع من الزاوية التي تخصه ولذلك سأتناول الموضوع من مجال علم النفس بحكم تخصصي الاكاديمي وبشكل أدق في مجال سيكولوجية الشخصية وأحب توضيح بعض النقاط حول الأمر كالتالي :
1. تنمو شخصية الرجل السعودي بشكل خاص والعربي بشكل عام للداخل لا للخارج وهو ما أكده الدكتور عبد الله الرويتع في دراساته عن العوامل الخمسة الكبرى في الشخصية مما يعني أن الرجل السعودي أكثر انغلاقا على ذاته وأقل اقبالا على الخبرات الجديدة (يعرف في نظرية العوامل الخمسة باسم عامل الانفتاح على الخبرة) .
2. لطبيعة التنشئة الاجتماعية دور مهم في تنامي حب الرجل لذاته وتعظيمه لها مما يساهم بشكل كبير في بناء الشخصية النرجسية لديه .
3. يبدوا واضحا وجليا أن الرجل ينظر للمرأة نظرة تعالي وإلا لما فكر في المال كوسيلة للصلح وعرض زيادة المبلغ وكأن المرأة "سلعة" تباع وتشترى وهو ما يتماشى مع ما يتم تناقله حاليا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن كون المرأة مثل "السيارة" (المفروض المهور تكون على قد الجمال مو معقول ادفع في اكسنت قد ما ادفع في بي ام - البنت البكر زي السيارة الوكالة والمطلقة زي المستعملة..الخ) , الأمر الذي يشير إلى تعامل الرجل مع المرأة "كشيء" لا "كإنسان" .
4. بالنظر إلى موقف المرأة فإن المرأة لم تطلب إلا سببا منطقيا لرفض الرجل لما تراه هي كيانها الانساني فهي لم ترفض الغاء الحساب إلا بوجود مبرر مما يؤكد على رغبتها في تأكيد ذاتها ووجودها وأنها ليست "أداة مصممة لتلبي احتياجات ورغبات الرجل" .
5. بالنظر إلى كون الرجل صاحب قرار الطلاق وليس المرأة يتبين لنا التفكير الغير عقلاني لدى الرجل فمهما تمسكت المرأة بموقفها فالأمر لا يستحق تصرفا أرعنا كهذا .
وأخيرا في مثل هذه المواقف لا يكون السؤال الصحيح من وجهة الإرشاد النفسي والأسري تحديدا هو كيف نصلح بين الزوجين , بل يكون السؤال هو كيف يستطيع كل طرف فهم الطرف الآخر بشكل أفضل ومن ثم إعادة تقييم الموقف واتخاذ القرار المناسب بالاستمرار أو الانفصال ودمتم بود
|