و كل خليقة تعرف ربها و تسبح بحمده ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً و هي تفور تكاد تميز من الغيظ } الملك
وجهنم هنا مخلوقة حية ، تكظم غيظها ، فترتفع أنفاسها في شهيق و تفور ، و يملأ جوانحها الغيظ فتكاد تتمزق من الغيظ الكظيم و هي تنطوي على بغض و كره يبلغ إلى حد الغيظ و الحنق غلى الكافرين .
======== و التعبير في ظاهره يبدو مجازا تصويريا لحالة جهنم و لكنه فيما نحس يقرر حقيقة .
فكل خليقة من خلائق الله حية ذات روح من نوعها ، و كل خليقة تعرف ربها و تسبح بحمده ، و تدهش حين ترى الإنسان يكفر بخالقه و تتغيظ لهذا الجحود المنكر الذي تنكره فطرتها و تنفر منه روحها .
و هذه الحقيقة وردت في القرآن في مواضع شتى تشعر بأنها تقرر حقيقة مكنونة في كل شيء في هذا الوجود .
فقد جاء بصريح العبارة في القرآن : { تسبح له السماوات السبع و الأرض و من فيهن ، و إن من شيء إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم }
======== و كل هذه النصوص تشير إلى حقيقة ، حقيقة إيمان الوجود كله بخالقه ، و تسبيح كل شيء بحمده .
و دهشة الخلائق و ارتياعها لشذوذ الإنسان حين يكفر و يشذ عن هذا الموكب و تحفز هذه الخلائق للانقضاض على الإنسان في غيظ و حنق كالذي يطعن في عزيز عليه كريم على نفسه فيغتاظ و يحنق و يكاد من الغيظ يتمزق .
كما هو حال جهنم و هي " تفور تكاد تميز من الغيظ "
|