فأما من أوتي كتابه بيمينه ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
======== { فأما من أوتي كتابه بيمينه .. } الحاقة .
و أخذ الكتاب باليمين و بالشمال ومن وراء الظهر قد يكون حقيقة مادية ، و قد يكون تمثيلا لغوياً جارياً على اصطلاحات اللغة العربية عن تعبيرهم عن وجهة الخير باليمين و وجهة الشر بالشمال أو من وراء الظهر .
و المشهد المعروض هو مشهد الناجي في ذلك اليوم العصيب ، و هو ينطلق في فرحة غامرة بين الجموع الحاشدة ، تملأ الفرحة جوانحه و تغلبه على لسانه فيهتف : { هاؤم اقرءوا كتابية }
ثم يذكر في بهجة أنه لم يكن يصدق أنه ناج ، بل كان يتوقع أن يناقش الحساب . " و من نوقش الحساب عذب " .
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – " من نوقش الحساب عذب " فقلت : أليس يقول الله تعالى : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا و ينقلب إلى أهله مسرورا } فقال : " إنما ذلك العرض و ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" أخرجه الشيخان و الترمذي و أبو داود .
و في الصحيح من حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى فقال : " سمعت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يقول : " يدني الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله تعالى : إني سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم . ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه . و أما الكافر و المنافق فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنت الله على الظالمين "
======== ثم يعلن على رؤوس الأشهاد ما أعد لهذا الناجي من النعيم .
{ فهو في عيشة راضية . في جنة عالية . قطوفها دانية . كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية } .
فهو المرضي السعيد ، الذي آمن و أحسن ، فرضي الله عنه و كتب له النجاة .
|