دعوة إلى الحياة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم .. } الأنفال .
إن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – إنما يدعوهم إلى ما يحييهم ..
إنها دعوة إلى الحياة بكل صور الحياة و بكل معاني الحياة .
إنه يدعوهم إلى عقيدة تحيي القلوب و العقول ، و تطلقها من أوهاق الجهل و الخرافة ، و من ضغط الوهم و الأسطورة ، و من الخضوع المذل للأسباب الظاهرة و الحتميات القاهرة ، و من العبودية لغير الله و المذلة للعبد أو للشهوات سواء .
======== و يدعوهم إلى شريعة من عند الله تعلن تحرر الإنسان و تكريمه بصدورها عن الله وحده ، و وقوف البشر كلهم صفاً متساوين في مواجهتها ، لا يتحكم فرد في شعب ، و لا طبقة في أمة ، و لا جنس في جنس ، و لا قوم في قوم ..
و لكنهم ينطلقون كلهم أحراراً متساوين في ظل شريعة صاحبها الله رب العباد .
======== و يدعوهم إلى منهج للحياة ، و منهج للفكر ، و منهج للتصور ، يطلقهم من كل قيد إلا ضوابط الفطرة المتمثلة في الضوابط التي وضعها خالق الإنسان العليم بما خلق ..
هذه الضوابط التي تصون الطاقة البانية من التبدد ، و لا تكبت هذه الطاقة و لا تحطمها و لا تكفها عن النشاط الإيجابي البناء .
======== و يدعوهم إلى القوة و العزة والاستعلاء بعقيدتهم و منهجهم ، و الثقة بدينهم و بربهم ، و الانطلاق في الأرض كلها لتحرير الإنسان بجملته ، و إخراجه من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده ، و تحقيق إنسانيته العليا التي وهبها له الله ، فاستلبها منه الطغاة .
======== و يدعوهم إلى الجهاد في سبيل الله لتقرير ألوهية الله سبحانه - في الأرض و في حياة الناس ، و تحطيم ألوهية العبيد المدعاة ، و مطاردة هؤلاء المعتدين على ألوهية الله – سبحانه – و حاكميته و سلطانه حتى يفيئوا إلى حاكمية الله وحده .
و عندئذ يكون الدين كله لله .
حتى إذا أصابهم الموت في هذا الجهاد كان لهم في الشهادة حياة .
|