======== 29 ========
إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة .
أما ما يصل إليه البحث الإنساني – أيا كانت الأدوات المتاحة له – فهي حقائق غير نهائية و لا قاطعة ، وهي مقيدة بحدود تجاربه و ظروف هذه التجارب و أدواتها .
فمن الخطأ المنهجي – بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته – أن نعلق الحقائق النهاية القرآنية بحقائق غير نهاية و هي كل ما يصل إليه العلم البشري .
و الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس أن العلم هو المهيمن و القرآن تابع .
و من هنا يحاولون تثبيت القران بالعلم ، أو الاستدلال له من العلم .
على حين أن القرآن كتاب كامل في موضوعه ، و نهائي في حقائقه .
و العلم ما يزال في موضوعه ينقض اليوم ما أثبته بالأمس و كل ما يصل إليه غير نهائي و لا مطلق ، لأنه مقيد بوسط الإنسان و عقله و أدواته .
======== 30 ========
إن هذا القرآن ليس مجرد كلام يتلى ..
و لكنه دستور شامل .. دستور للتربية ، كما أنه دستور للحياة العملية ..
و من ثم فقد تضن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة المسلمة التي جاء لينشئها و يربيها ..
و تضمن بصفة خاصة تجارب الدعوة الإيمانية في الأرض من لدن آدم – عليه السلام – و قدمها زاداً للأمة المسلمة في جميع أجيالها .
تجاربها في الأنفس ، و تجاربها في واقع الحياة .
كي تكون الأمة المسلمة على بينة من طريقها ، وهي تتزود لها بذلك الزاد الضخم و ذلك الرصيد المتنوع .
|