======== 46 ========
لقد كان القرآن الكريم يخاطب فطرة الإنسان بما في وجوده هو و بما في الوجود من حوله من دلائل و إيحاءات ..
كان يستنقذ فطرته من الركام ، و يخلص أجهزة الاستقبال الفطرية مما ران عليها و عطل وظائفها ..
و يفتح منافذ الفطرة لتتلقى الموحيات المؤثرة و تستجيب لها .
كان القرآن و هو يبني العقيدة في ضمائر الجماعة المسلمة يخوض بها معركة ضخمة مع الجاهلية من حولها ..
كما يخوض معركة ضخمة مع رواسب الجاهلية في ضميرها و أخلاقها و واقعها .
======== 47 ========
إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي ، إنما جاء منهجا مطلقا خارجا عن قيود الزمان و المكان .
منهجا تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي تنزل فيه هذا القرآن .
وهي اليوم في مثل هذا الموقف تماما ، و قد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء .
فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين .
و الشعور الواضح بحقيقة قدرة الله و قهره .
و المفاصلة الحاسمة مع الباطل و أهله .
لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة ..
و الله خير حافظا و هو أرحم الراحمين .
|