كل شيء في هذه الأرض .. آية .....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { إن في السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين } الجاثية .
هذه السماوات بأجرامها الضخمة ، و أفلاكها الهائلة ، و هي – على ضخامتها – مبعثرة كالنثار الصغير في الفضاء .. الفضاء الهائل الرهيب .. الجميل .
و دورة هذه الأجرام في أفلاكها في دقة و اطراد و تناسق .. تناسق جميل لا تشبع العين من النظر إليه ، و لا يشبع القلب من تمليه .
======== و هذه الأٍرض الواسعة العريضة بالقياس إلى البشر ، و هي ذرة ، أو هباءة بالقياس إلى النجوم الكبيرة . ثم بالقياس إلى هذا الفضاء الذي تتوه فيه ..
تتوه لولا القدرة التي تمسك بها و تنتظمها في العقد الكوني الذي لا يتوه شيء فيه .
و ما أودعه الله طبيعة هذه الأرض في موقعها الكوني الخاص من صلاحية لنشوء الحياة فوقها ، و من خصائص دقيقة مقصودة متراكبة متجمعة متناسقة .
لو اختلت خصيصة واحدة منها أو تخلفت ما أمكن أن تقوم فيها الحياة أو تدوم .
======== و كل شيء في هذه الأرض و كل حي .. آية .
و كل جزء من كل شيء و من كل حي .. آية ..
و الصغير الدقيق كالضخم الكبير .. آية .
هذه الورقة الصغيرة في هذه الشجرة الضخمة أو النبتة الهزيلة .. آية .. آية في شكلها و حجمها ، آية في لونها و ملمسها .
آية في وظيفتها و تركيبها ..
و هذه الشعرة في جسم الحيوان أو الإنسان .. آية .. آية في خصائصها و لونها و حجمها ..
و هذه الريشة في جناح الطائر .. آية .. آية في مادتها و تنسيقها و وظيفتها .
و حيثما مد الإنسان ببصره في الأرض أو في السماء تزاحمت الآيات و تراكبت ، و أعلنت عن نفسها لقلبه و سمعه و بصره .
و لكن من الذي يرى هذه الآيات و يستشعرها ؟
لمن تعلن هذه الآيات عن نفسها ؟ لمن ؟
" للمؤمنين " .
======== فالإيمان هو الذي يفتح القلوب لتلقي الأصداء و الأضواء و الأنداء ، و الإحساس بما فيها من آيات الله المبثوثة في الأرض و السماء .
و الإيمان هو الذي تخالط القلوب بشاشته فتحيا و ترق و تلطف و تلتقط ما يذخر به الكون من إيحاءات خفية و ظاهرة ..
تشير كلها إلى اليد الصانعة ، و طابعها المميز في كل ما تصوغه و تبدعه من أشياء و من أحياء .
و كل ما خرج من هذه اليد فهو خارق معجز لا يقدر على إبداعه أحد من خلق الله .
|