======== 84 ========
و القرآن يوجه القلوب و الأنظار توجيها مكررا مؤكدا إلى هذا الكتاب المفتوح ، الذي لا تفتأ صفحاته تقلب ، فتتبدى في كل صفحة آية موحية ..
تستجيش في الفطرة السليمة إحساسا بالحق المستقر في صفحات هذا الكتاب ، و في تصميم هذا البناء ، و رغبة في الاستجابة لخالق هذا الخلق ، و مودعه هذا الحق ، مع الحب له و الخشية منه في ذات الأوان .
و أولوا الألباب .. أولو الإدراك الصحيح .. يفتحون بصائرهم لاستقبال آيات الله الكونية ، و لا يقيمون الحواجز ، و لا يغلقون المنافذ بينهم و بين هذه الآيات ..
و يتوجهون إلى الله بقلوبهم قياما و قعودا و على جنوبهم .
======== 85 ========
النصوص القرآنية جاءت لتعمل في كل جيل و في كل بيئة .
و في هذا تكمن المعجزة .
فهذه النصوص التي جاءت لتواجه أحوالا بعينها هي ذاتها التي تواجه الجماعة الإنسانية ، في أي طور من أطوارها .
و المنهج الذي التقط المجموعة المسلمة من سفح الجاهلية هو ذاته الذي يلتقط أية مجموعة – أيا كان موقفها على الدرج الصاعد – ثم يبلغ بها إلى القمة السامقة ، التي بلغ إليها بالمجموعة الأولى يوم التقطها من ذلك السفح السحيق .
و من ثم فنحن حين نقرأ القرآن نستطيع أن نتبين منه ملامح المجتمع الجاهلي من خلال أوامره و نواهيه و توجيهاته ..
كما نستطيع أن نتبين الملامح الجديدة التي يريد أن ينشئها ، و أن يثبتها في المجتمع الجديد .
|