جاء هدا الدين ليقيم قاعدة " أشهد أن لا إله إلا الله " ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به و ذكرى للمؤمنين } الأعراف .
و البشرية اليوم في موقف كهذا الذي كانت فيه يوم جاءها محمد رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بهذا الكتاب .
مأمورا من ربه أن ينذر به و يذكر ، و ألا يكون في صدره حرج منه ، و هو يواجه الجاهلية ، و يستهدف تغييرها من الجذور و الأعماق .
======== لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاءها هذا الدين ، و انتكست البشرية إلى جاهلية كاملة شاملة للأصول و الفروع و البواطن و الظواهر ، و السطوح و الأعماق .
انتكست البشرية في تصوراتها الاعتقادية ابتداء – حتى الذين كان آباؤهم و أجدادهم من المؤمنين بهذا الدين ، المسلمين لله المخلصين له الدين – فإن صورة العقيدة قد مسخت في تصورهم و مفهومهم لها في الأعماق .
======== لقد جاء هذا الدين ليغير وجه العالم ، و ليقيم عالما آخر، يقر فيه سلطان الله وحده ، و يبطل سلطان الطواغيت ..
عالما يعبد فيه الله وحده – بمعنى العبادة الشامل –
عالما يخرج الله فيه – من شاء – من عبادة العباد إلى عبادة الله و حده ..
عالما يولد فيه الإنسان الحر الكريم النظيف ، المتحرر من شهواته وهواه ، تحرره من العبودية لغير الله
======== جاء هدا الدين ليقيم قاعدة " أشهد أن لا إله إلا الله " التي جاء بها كل نبي - عليه الصلاة و سلم- إلى قومه على مدار التاريخ البشري .
و شهادة أن لا إله إلا الله ليس لها مدلول إلا أن تكون الحاكمية العليا لله في حياة البشر ، كما أن له الحاكمية العليا في نظام الكون سواء .
فهو المتحكم في الكون و العباد بقضائه و قدره ، و هو المتحكم في حياة العباد بمنهجه و شريعته .
======== و بناء على هذه القاعدة لا يعتقد المسلم أن لله شريكا في خلق الكون و تدبيره و تصريفه ..
و لا يتقدم المسلم بالشعائر التعبدية إلا لله وحده .
و لا يتلقى الشرائع و القوانين ، و القيم و الموازين ، و العقائد و التصورات إلا من الله .
و لا يسمح لطاغوت من العبيد أن يدعي حق الحاكمية في شيء من هذا كله مع الله .
|