و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } هود .
و هذه صورة من علم الله الشامل المرهوب .
هذه الدواب – و كل ما تحرك على الأرض فهو دابة من إنسان و حيوان و زاحفة وهامة – و ما من دابة من هذه الدواب التي تملأ وجه البسيطة ، و تكمن في باطنها ، و تخفى في دروبها و مساربها .
ما من دابة من هذه الدواب التي لا يحيط بها حسر و يكاد يلم بها إحصاء إلا و عند الله علمها ، و عليه رزقها ، و هو يعلم أين تستقر و أيم تكمن ، من أين تجيء و أين تذهب .
======== و قد أوجب الله – سبحانه – على نفسه مختارا أن يرزق هذا الحشد الهائل الذي يدب على هذه اٍلأرض ..
فأودع هذه الأرض القدرة على تلبية حاجات هذه المخلوقات جميعا ، و أودع هذه المخلوقات القدرة على الحصول على رزقها من هذا المودع في الأرض في صورة من صوره .
ساذجا خامة ، أو منتجا بالزرع ، أو مصنوعا ، أو مركبا ،.
إلى آخر الصور المتجددة لإنتاج الرزق و إعداده ، حتى إن بعضها ليتناول رزقه دما حيا مهضوما ممثلا كالبعوضة و البرغوث .
======== و ليس المقصود أن هناك رزقا فرديا مقدرا لا يأتي بالسعي ، و لا يتأخر بالقعود ، و لا يضيع بالسلبية و الكسل كما يعتقد بعض الناس ..
و إلا فأين الأسباب التي أمر الله بالأخذ بها ، و جعلها جزءا من نواميسه ؟
و أين حكمة الله في إعطاء المخلوقات هذه المقدرات و الطاقات ؟
======== إن لكل مخلوق رزقا . هذا حق .
و هذا الرزق مذخور في هذا الكون ، مقدر من الله في سننه التي ترتب النتاج على الجهد .
فلا يقعدن أحد عن السعي و قد علم أن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة .
و لكن السماء و الأرض تزخران بالأرزاق الكافية لجميع المخلوقات . حين تطلبها هذه المخلوقات حسب سنة الله التي لا تحابي أحدا ، و لا تتخلف أو تحيد .
======== إنما هو كسب طيب و كسب خبيث ، و كلاهما يحصل من عمل و جهد .
إلا أنه يختلف في النوع و الوصف ، و تختلف عاقبة المتاع بهذا و ذاك .
|