السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل :
كثيرا ما نسمع من يقول للآخر :
أمانة لا تفعل كذا ...
أو : أمانة جاوبوني .. أمانة ادعوا لي ..
فما حكم ذلك ..؟!
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا يجوز استعمال لفظ " أمانة " في مثل هذه المواضِع؛
لأنها بمعنى القسَم والإلزام.
ولا يجوز تحليف الناس بالأمانة، كأن يُقال :
أمانة لا تفعل كذا،
أو : أمانة افعلوا ذلك، ونحو ذلك؛
لِقوله عليه الصلاة والسلام : من حلف بالأمانة فليس منا. رواه الإمام أحمد وأبو داود. وقال الألباني : صحيح .
وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في
المملكة هذا السؤال :
رجلاً أراد أن يشتري من تاجر سلعة فأعطاه ثلاثة أنواع منها فقال له الرجل: تخبرني عن الأفضل من هذه السلع، وقال التاجر: بالأمانة هذا هو الأفضل، وكلا الرجلين لم يقصد يمينا وإنما قصدهما ائتمان أحدهما الآخر في الإخبار بالحقيقة ويسأل هل هذا يعتبر كفرا وإلحادا ..؟!
فأجابت اللجنة :
إذا لم يكن أحدهما قصد بقوله : بالأمانة الحلف بغير الله، وإنما أراد بذلك ائتمان أخيه في أن يخبره بالحقيقة فلا شيء في ذلك مطلقا ، لكن ينبغي ألا يعبر بهذا اللفظ الذي ظاهره الحلف بالأمانة ، أما إذا كان القصد بذلك الحلف بالأمانة فهو حلف بغير الله، والحلف بغير الله شرك أصغر، ومن أكبر الكبائر؛ لما روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك . وقال صلى الله عليه وسلم : من حلف بالأمانة فليس منا . وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا.
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
م/ن
لعيونكم وخوفا عليكم