عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2010, 02:58 PM   #1
واحد من الناس
متميز بكل المقاييس


الصورة الرمزية واحد من الناس
واحد من الناس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 548
 تاريخ التسجيل :  Mar 2010
 أخر زيارة : 11-06-2010 (09:04 PM)
 المشاركات : 2,760 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
Q30 أبو فراس Vs إكليل ^_^



أبو فراس الحمداني



هو أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الوائلي ، ولد سنة (932) م شاعر عربي من أسرة الحمدانيين , وهي أسرة حكمت شمال سوريا والعراق وكانت عاصمتهم حلب في القرن العاشر الميلادي .

ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ ابن عمه الحاكم سيف الدولة الحمداني قام برعاية أبي فراس.

استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب . درس الأدب والفروسية ، ثم أصبح والياً على " منبج " .. وأخذ يرصد تحرّكات الروم . وقع مرتين في أسر الروم . وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه ، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله .
علم سيف الدولة الحمداني أن أبا فراس فارس طموح ، فخاف على ملكه منه ، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر .

ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى ، رغم انه ابن عمه ، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني .

كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح . وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في " خرشنة " ، وهي حصن على الفرات . أما الأسر الثاني فكان سنة (962) م . وقد حمله الروم إلى القسطنطينية ، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه قائلاً له :

مصابي جليل والعزاء جميلُ ** وظني بأنّ الله سوف يديلُ
جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ ** أهمّكَ؟ أنّـي بعدها لحمولُ

وكتب أيضاً .. مستعطفاً بحال امه الوحيده في مدينه " منبج " :

لولا العجوز بـمنبجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ
ولكان لي عمّا سألت من فدا نفـس أبــيّهْ


وفي سنة (966) م تم تحريره .

وفي سجنه نظم الروميات ، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه .


فكتب لإبنة أخته :

أبنيّتـي لا تـحزنـي كل الأنام إلى ذهـــابْ
أبنيّتـي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ
نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ
قولـي إذا ناديتنـي وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ
زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبــــابْ


كما نظم أروع قصائدة على مر التاريخ والتي يقول فيها :

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟
نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ
ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ
إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ


بعد سنة من افتداء الشاعر ، توفي سيف الدولة الحمداني (967) م وخلفه ابنه " أبو المعالي سعد الدولة " ، وهو ابن أخت الشاعر . وكان " أبو المعالي " صغير السن فجعل غلامه التركي " فرعويه " وصياً عليه .

وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص ، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه " فرعويه " ، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره .

سقط شاعرنا ومات وهو يلفظ الشعر الصادق، فهو لم يكن يكتب الشعر للتكسّب مثل شعراء العصر العباسي وشعراء البلاط .


سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فإن عشت ، فالطعن الذي يعرفونه
وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
وإن مت فالإنسان لا بد ميت
وإن طالت الأيام وانفسح العمر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به
وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
ونحن اناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلي ذوي العلا
وأكرم من فوق التراب ولا فخر



سخر أبو فراس شعره ليتحدث عن مشاعره وأحاسيسه ، فقد كان وجدانيا يصف ما يقع تحت بصره من حوادث ووقائع ، وما يعتلج في صدره من آلام وآمال ، ولأبي فراس مكانة عند مؤلفي الأدب ونقاده ، فقد قيل فيه : " بُدئ الشعر بملك وختم بملك ، يعني امرؤ القيس وأبا فراس " .

وهذه الأبيات التي أوردها هنا .. هي مقتطف مما راقني من شعره .. أريد أن أختم بها هذا البحث ..

أقرُّ لهُ بالذنبِ ؛ والذنبُ ذنبهُ ** وَيَزْعُمُ أنّي ظالم فَأتُوبُ

وَيَقْصِدُني بالهَجْرِ عِلْماً بِأنّهُ إليَّ ** على ما كانَ منهُ ، حبيبُ

و منْ كلِّ دمعٍ في جفوني سحابة ٌ ** و منْ كلِّ وجدٍ في حشايَ لهيبُ





أقدم شكري وعرفاني للأخت إكليل الورد على ما شعرت به من المتعه الكبيرة .. أثناء بحثي عن هذا الشاعر العملاق ..

وأتمنى أن يحوز ماقدمته هنا على رضاكم .. وأستحسانكم


 
 توقيع : واحد من الناس


رد مع اقتباس