عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2010, 07:03 PM   #19
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
الفصل الخامس



كيف تكبح وتوقف توجهات الفشل وتتقدم إلى الأمام ؟
الفصل الخامس

قد يبدو غريباً بالنسبة لك إذا عرفت أن 95 من كل 100 شخص أخفقوا في تحقيق الأهداف المهمة في حياتهم , لأنهم ببساطة استمرأوا الفشل , أو لأنهم فضلوا عدم استغلال إمكاناتهم .
وقبل أن نمضي قدماً في هذا الفصل أعتقد أنه يتعين على
تعريف النجاح والفشل من وجهة نظري . وإن كنت أعتقد أن تعريفي لهذين الكلمتين مختلف عن تعريفكم لهما .
فبالنسبة لي فإن النجاح هو التحقيق المستمر للأهداف المنشودة
, فإذا كان الشخص يسير في اتجاه تحقيق هدف محدد ذي قيمة اختاره لنفسه فهو بذلك شخص ناجح . فالنجاح هو أن يعمل الشخص في المجال أو في المهنة التي اختارها لنفسه مثل السباك أو الميكانيكي أو الموسيقى أو البائع . والنجاح أيضاً ينطبق على ربة البيت والأم التي أرادت أن تصبح ربة بيت وأماً , وهي بذلك تؤدي عملاً متميزاً في مجالها . وبعبارة أخرى النجاح هو قيام الشخص بعمل ما يريده هو بالفعل , وليس ما يريده شخص آخر مثل الأب والأم على سبيل المثال .
أما الشخص الفاشل فهو من يمتلك الموهبة
والقدرة على تحقيق أكثر مما يمتلك بالفعل , والشخص الفاشل هو من لا يمتلك هدفاً محدداً مسبقاً أو من لا يحاول استغلال كل إمكاناته , بغض النظر عن المركز الذي يشغله أو مقدار دخله .
إذن النجاح يتطلب بذل جهد بدني وعقلي , ولكن الحقيقة
الثابتة أن الناس كسالى إلى أقصى حد ممكن . وعلى سبيل المثال فإن الشخص الفاشل لا يعنيه العمل بجد بل إنه يتجنب الكفاح ويتفادى ألم الجهد البدني والعقلي ويأخذ الأمور ببساطة .
ومع ذلك إذا لم تكن مستعداً لتقع فريسة لأعراض الفشل وترغب في
التغيير للأحسن , فإن هذا الفصل سيساعدك أيما مساعدة عندما تستخدم الأساليب التي سيرد ذكرها هنا لاحقاً .
ستحقق الفوائد الرائعة
1 . عندما تكبح وتوقف توجهات الفشل وأفكاره فإنك ستكون قادراً على توجيه طاقاتك وجهودك في اتجاهها الصحيح , وبالتالي تحقق النجاح في كل ما تفعل .
2 . ستتعلم كيف تركز على الأهداف المهمة بدلاً من إهدار وقتك في تحقيق
أهداف ثانوية أو أهداف صغيرة .
3 . سيزيد تقييمك الذاتي وثقتك في نفسك كلما
اكتشفت أنك ناجح في كل مهمة توكل إليك .
4 . ستصبح شخصيتك قوية , وتحصل على
المركز الاجتماعي واحترام الآخرين وتقديرهم , بالإضافة إلى الجوائز المادية عندما تخلص نفسك من توجهات الفشل وأفكاره واستبدالها بأفكار إيجابية عن النجاح .

الأساليب التي يمكنك استخدامها لتحقق تلك الفوائد الرائعة

كيف تمحو توجهات الفشل وأفكاره ؟

كما أخبرتك آنفاً , فإن عقلك الباطن لن ينسى أي شيء
برمجته به , سيحتفظ به حتى يستدعيه عقلك الواعي عندما يحتاجه . وهذا يعني أنك ( أو أي شخص آخر ) لو غذيت عقلك الباطن بأفكار عن الفشل فسيكون المردود أفكاراً سلبية مثل الخوف والفشل لأن النتائج تعادل المعطيات دائماً . أو إذا استمرأت الارتكان ولم تكن على استعداد لبذل المزيد من الجهد المطلوب لتحقيق النجاح , فإن عقلك الباطن بدوره سيركن إلى الراحة , وكما أخبرتك آنفاً لابد أن تحقق نسبة 95% من الجهد والعرق لتحقق النجاح .
ومع ذلك يمكنك التخلص من تلك المفاهيم السلبية التي خزنتها في
عقلك الباطن إذا بدأت برمجته بأفكار عن النجاح بدلا من أفكار الفشل . وعندما تفعل هذا سيقرر عقلك الباطن أن عقلك الواعي تخلى عن الفشل , وبالتالي يقوم بدفن أفكار الفشل في أعمق أعماق بنك الذاكرة . وعلى الرغم من ذلك ستظل تلك الذكريات مختزنة في بنك الذاكرة , ولن تطفو على السطح أبداً وتعود إلى عقلك الواعي ما لم تسمح أنت لها بالظهور .
إذن كيف يمكنك تحقيق هذا التغير المهم ؟ بإتباع قاعدة بسيطة وهي بحق
المفتاح الذهبي لكل الإنجازات الناجحة , وهذه القاعدة ببساطة هي :
تصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل
هذه العبارة البسيطة الصغيرة هي الصيغة التي ستسمح لك بالتحول من شخص فاشل إلى شخص يحقق نجاحاً باهراً , وهذا لا يعني أنك لن تواجه في طريقك بعض الهزائم المؤقته , ولكن هذا لا يعني أنك قد خسرت الحرب بل خسرت معركة واحدة صغيرة . وفي كل مرة تحاول تنفيذ طريقة ولا تنجح معك ستعرف أن عليك إبعادها من قائمتك والمحاولة من جديد . والآن سأقص لك قصة رجل تعامل مع أسلوب عدم الاعتراف بالفشل وأصبح الآن فوق قمة جبل النجاح على الرغم من الهزائم العديدة المؤقتة .
كان جوزيف بي رئيساً لأحدى شركات التجميل العالمية , والتي
تصل أرباحها السنوية إلى عدة ملايين من الدولارات . غير أن الأمور لم تكن تسير على نفس الوتيرة دائماً . فمنذ 25 عاماً مضت كان جوزيف متخرجاً حديثاً في الجامعة ويريد أن يثبت أنه حاصل على درجة علمية في الكيمياء .
كان شعلة حماس متأججة , وكان
جوزيف يحاول التوصل إلى مادة تحافظ على مواد التجميل من الفساد والعطب . ولم يكن لديه أي فكرة عن المشاكل غير المتوقعة التي تواجه هذا المشروع . حتى عندما حذرته شركات التوريد التي تورد الأدوية ومستحضرات بالجملة أنه يدخل مجالاً لم يطأه رجل بقدمه إلا وفشل , ولكنه أصر على القيام بهذا العمل ورفض ببساطة أن يتقبل الفشل .
وقال جوزيف : "أنفقت كل ما تمكن من ادخاره من عملي ككيميائي ثالث بشركة لتقنية
البترول في تجهيز معمل بالمواد الكيميائية والكمونات اللازمة لتجاربي على مستحضرات التجميل . وكنت أحضر مزيجاً من الصبغة وأضع جزءاً منها في الثلاجة والجزء الآخر أضعه في نافذة المطبخ في الشمس المباشرة , كنت أريد الحصول على تركيبة يمكنها تحمل كل ظروف التخزين المنزلي من حيث درجة الحرارة أو أي معالجة أخرى .
حسناً , لقد
أمضيت عامين من العمل الشاق , وفي صباح أحد الأيام وكان الثالث والعشرين من الشهر أجريت تجربتي رقم 179 وكالعادة وضعت جزءأ في الثلاجة وجزءاً على نافذة المطبخ , وبعد أن انتهيت جاءتني فكرة من مكان ما بداخلي , منع تعفن مواد التجميل وتدهور خواصها لا يأتي من مادة من الخارج بل من داخل التركيبة . منع التعفن يأتي من العفن نفسه من داخل مكونات مستحضرات التجميل .
ومن هذا المنطلق لم أدرك عدد التجارب
التي أجريتها , وكنت أعرف أنني سأحصل على إجابة , ومنذ لحظة الاكتشاف كان الأمر يسيراً مثل إعادة تكوين صورة البازل التي وقعت على الأرض" .
لقد جعل جوزيف بي
الأمر سهلاً كما يقصه علينا اليوم . ولكنه نجح حيث استسلم الآخرون للفشل ورفض قبول الهزائم المؤقتة باعتبارها فشلاً دائماً , وثابع برمجة عقله الباطن بفكرة أنه من المستحيل أن يفشل , لذا نجح .
وأنت أيضاً يمكنك برمجة عقلك الباطن بفكرة استحالة
الفشل فهذه العبارة البسيطة هي المفتاح الذهبي الذي يمكنك استخدامه لأغلاق باب الفشل وفتح باب النجاح .
وأود أن أشير هنا إلى الأهمية القصوى لاستخدام الكلمات
الملائمة لبرمجة عقلك الباطن بالنجاح بدلاً من الفشل . فعلى سبيل المثال لا ينبغي أن تقول : "أنت لست فاشلاً" , لأن هذه ليست الطريقة الصحيحة لبرمجة عقلك الباطن لتحقيق النجاح . لأن صورة الفشل هي الصورة الوحيدة التي سترتسم داخل عقلك الباطن عندما تستخدم كلمات مثلا لا , أبداً , الفشل .
فالكلمات السلبية لن تبرمج عقلك
الباطن حتى لو حاولت قولها بطريقة إيجابية . إذن عليك استخدام الكلمات الإيجابية لبرمجة عقلك الباطن , فبدلاً من أن تقول : "أنا لست فاشلاً" قل "أنا ناجح" .

لا تدع الآخرين يبرمجون عقلك الباطن بأفكار سلبية
والآن سنناقش موضوعاً مهماً ينبغي
عليك فهمه , وقد قسمته إلى أربعة عناوين فرعية : (1) كيف يمكن للآخرين برمجة عقلك الباطن ؟ (2) كيف يمكن برمجة الأطفال بطريقة ملائمة ؟ (3) كيف يبرمجون العاملون في مجال الإعلان عقلك الباطن ؟ (4) لا تقبل نصيحة سلبية من الآخرين .
1 . كيف يمكن للآخرين برمجة عقلك الباطن ؟
هناك نقطة مهمة ينبغي عليك تذكرها
, وهي أن عقلك الباطن لا يتقبل المقترحات من عقلك الواعي فحسب بل يتقبل المقترحات الواردة إليه من مصادر خارجية عندما يتم تجاهل عقلك الواعي في حال إذا سمحت لها بالحدوث , والآن سأقدم لم مثلاً بسيطاً لكيفية حدوث هذا .
لنفترض أنك تمضي رحلة
بحرية فاخرة في الكاريبي , واقتربت من مسافر يبدو مرتعباً وقلت له : "تبدو مريضاً للغاية ووجهك شديد الشحوب , لابد أنك قد أصبت بدوار البحر سأساعدك في الوصول إلى الكابينة" .
فأصيب ذلك الشخص بدوار البحر الذي كان يخشاه طوال الوقت نتيجو
للمقترح السلبي الذي زرعته في عقله الباطن .
ولكن إذا قلت نفس المقترح إلى بحار
متمرس أو شخص معتاد على السفر بالبحر فمن المتحمل أن يضحك . لأنه بعد قيامه بالعديد من الرحلات يعلم جيداً أن أياً من هذا لن يحدث له , لذا فإن عقله الواعي يرفض مقترحك السلبي ولا يسمح له بالمرور إلى عقله الباطن .
سأضرب لك الآن مثلاً
كلاسيكياً لشخص يعرف كيف يتلاعب بمخاوف الناس ويبرمج عقولهم الباطنية لتحقيق ما يريد بنجاح .
كان جون ويلسي صاحب مذهب المنهجية قد حقق نجاحاً باهراً كواعظ
إنجليزي , وقد كان على دراية واسعة للكيفية التي يعمل بها العقل الواعي والعقل الباطن .
وكان يفتتح خطبته بالإسهاب في الأوصاف الحية للمعاناة البدنية والعقلية
والتعذيب الذي قد يتعرض له مستمعوه مدى الحياة ما لم يؤمنوا بما يدعو إليه .
وباستخدام ويسلي هذا الأسلوب , أسلوب "الترهيب" في مواعظه تحول المئات والآلاف
من الناس لأن الشعور المكثف بالخوف لفترات طويلة أرهق أجهزتهم العصبية ونتجت عنه حالة من تقبل المقترحات , وقد تقبل الناس وهم في تلك الحالة السيئة تلك الرسالة الدينية دونما مناقشة , وقد خرجوا من هذه المناقشة الدينية بنماذج سلوكية ثابتة في عقولهم الباطنية .
وفي حالات نادرة يمكنك السماح للآخرين ببرمجة عقلك الباطن
عندما يعود عليك الأمر بالنفع , وفيما يلي سأقدم لك مثالاً لذلك :
كان ستانلي
زوج ثيلما مدخناً شرهاً يدخن حوالي أربع علب يومياً , وكانت ثيلما تشعر بالقلق على صحته . لذا كل ليلة بينما يجلس عىل مقعده المريح أمام التلفاز في حالة بين النوم واليقظة , وعندما يتوجه إلى الفراش كانت تهمس في أذنه عدة مرات قائلة : "أقلع عن التدخين لأنه يسبب سرطان الرئة" .
وبعد مرور عدة أشهر كانت ثيلما على وشك
الاستسلام والتوقف عن القيام بهذا الإجراء عندما فاجأها ستانلي في أحد الأيام قائلاً : "لقد قررت الإقلاع عن التدخين" وعندما سألته عن السبب أجابها قائلاً : "في الواقع أنا لا أعرف السبب الحقيقي , فهناك شيء ما بداخلي يطلب مني الإقلاع عن التدخين وها أنا سأقلع عنه" . حدث هذا منذ أكثر من سبعة أعوام ولم يدخن ستانلي من وقتها .
2 . كيف يمكن برمجة الأطفال بطريقة ملائمة؟
الأطفال على وجه الخصوص يسهل على
الكبار برمجة عقولهم الباطنية , وتقع على عاتق الآباء والمعلمين مسئولية القيام بهذا العمل نتيجة لعلاقاتهم بالأطفال .
وإذا كنت أباً أو أماً فإياك أن تقول
لطفلك أنه غبي أو جاهل أو أخرق أو أنه لن ينجح في تحقيق أي شيء . ولدي صديق يكره الرياضيات حتى اليوم , وتحت تأثير التنويم المغناطيسي تمكنا من تتبع سبب تلك الكراهية وعرفنا أن سببها يرجع إلى المعلم الذي كان يقول له عندما يصحح له خطأ : "لن تجيد علم الحساب أبداً" .
وابن اختي الذي ناهز منتصف العشرينات يعجز حتى
الآن عن جمع مجموعة بسيطة من الأرقام أو يحسب دفتر الشيكات دون استخدام الآلة الحاسبة , لأن والده كان يعاقبه عندما كان يخفق في حل مسألة حسابية , فكان يأمره بخلع سرواله ويضربه على مؤخرته برأس الحزام . ونتيجة لذلك أصبح ابن أختي يكره أياً من فروع علم الحساب ويرفض عقله الباطن التعامل مع الأرقام نهائياً .
وإذا كان
أحد أبنائك يحصل على درجات سيئة في المدرسة فتذكر أن نقدك قد يتسبب في المزيد من الضرر بدلاً من جلب منفعة , فقد تبرمج عقله الباطن بعقدة الدونية , فإخفاق ابنك في اختبار الرياضيات لا يعني أنه فاشل فيها كلية , أو إذا أخفقت ابنتك في الإملاء فإن هذا لا يعني أنها جاهلة أو فاشلة في المدرسة , كل ما في الأمر أنهما أخفقا في اختبار واحد لا أكثر .
وعلى مر السنين تعلمت أن الثناء هو أفضل طريقة لبرمجة
عقول الآخرين الباطنية , ولقد دأبت أنا وزوجتي على الثناء على كل ما يفعله أبناؤنا ومازال ذلك دأبنا حتى اليوم .
وعلى سبيل المثال قالت زوجتي في عيد الميلاد
الماضي : "أتعرف ؟ لقد حصل أحفادنا على الكثير من جوائز دوري البيسبول المصغر , كما حصل والدهم على عدد من الجوائز في منافسات الجولف , أما تريزا فلم تحصل على أي شيء , لنمنحها جائزة في عيد الميلاد , لنقدم لها هذا الوصف : "أفضل مغنية في العالم" .
وإذا أرادت أن تسألك عن هذا الوصف , فأعتقد أنني أخبرتك آنفاً بأن تقول لها إن
أبنائنا الثلاثة مغنون محترفون يكونون فرقة عائلية "شجرة العائلة " وأنها أي تريزا هي مغنية الفرقة .
3 . كيف يبرمج العاملون في مجال الإعلان عقلك ؟
يزيد الإرهاق من سرعة
تأثر عقلك الباطن بالمقترحات أو الأوامر التي يتلقاها من مصدر خارجي غير عقلك الواعي .
ومن الطبيعي أن يعمل عقلك الواعي كحارس البوابة , فهو يرشح كل
المعلومات السلبية غير المرغوبة ويمنعها من الدخول إلى مخزن الذاكرة الموجود في العقل الباطن .
ولكن عندما يرهق عقلك الواعي فإنه يصبح غير قادر على القيام
بالحراسة , ويخفق في أداء مهمته في حماية عقلك الباطن من المقترحات والمؤثرات الخارجية .
ويعرف رعاة الإعلانات التلفزيونية هذا الأمر تمام المعرفة . ولهذا
السبب يفضلون الإعلان عن منتجاتهم بكثافة في فترات المساء . وإذا سألتهم عن السبب فسيقولون إن السبب يرجع إلى زيادة عدد المشاهدين في فترات المساء .
وعلى الرغم
من صحة تلك المعلومة إلا أنها ليست السبب الرئيسي لتفضيلهم ساعات المساء . فهم يعلمون أن المشاهدين يكونوا مرهقين , أثناء فترة المساء لذا يسهل التأثير على مقترحاتهم من مصادر خارجية .
كما أنهم يعلمون أيضاً أن الخمول الجسدي يعزز
الاسترخاء الذهني والسلبية مما يجعل العقل الباطن يستقبل المقترحات الخارجية بقابلية أكبر . وبما أن الكثيرين منا يقضون ساعات المساء في الاسترخاء على مقعد وثير أمام التلفاز , لذا يكونون هدفاً متميزاً للمعلنين المهرة .
وكما فال أحد
المسئولين في مجال الإعلانات : "في أثناء فترات النهار تقاوم إرادة الإنسان القوية بكل ما أوتيت من قوة أي محاولة خارجية للتأثير عليها , أما في المساء فيكون الإنسان مرهقاً ويستجيب بسهولة لتأثير المصادر الخارجية , ولهذا السبب يكون رعاة الإعلانات على استعداد لدفع أعلى سعر مقابل الإعلان عن منتجاتهم في فترات المساء" .
ومما
ذكر يمكنك أن تعرف أنه لا ينبغي عليك إنفاق الكثير من المال في شراء شيء مثل سيارة بينما أنت مرهق , ولكن التقي مندوب البيع في الصباح بينما عقلك يكون يقظاً وواعياً وقادراً على خوض المعركة معه .
أما التجار الماهرون فيستخدمون أكثر من مجرد
حاستي النظر والسمع لبيع منتجاتهم بل يستخدمون حاسة الشم بنجاح . فقد تمكن متجر لبيع الأدوات الرياضية من زيادة مبيعات صنارة صيد السمك ومعدات المعسكرات بمقدار 20% لأنهم وضعوا عطر شجرة الصنوبر في مكيف الهواء .
وفي نيوجيرسي كان هناك متجر
يبيع الكعك المحلى , وكانت هناك مروحة الطرد تطلق رائحة حبوب البن وهي تحمص وكذا رائحة خبز الكعك على المارة الذين يسيرون بجوار المتجر , وبالطبع يمكنك تصور ما الذي يحل بهم عندما يكونون جائعين ويشعرون بالبرد خاصة في أيام الشتاء القارسة من شهري يناير أو فبراير . وقد قام أصحاب المتجر بتوسعة ثلاث مرات , ولكن زبائنه مازالوا يقفون بالداخل .
ويقول أحد أصحاب متاجر ملابس السيدات في كاليفورنيا
: "إذا تم عرض معطفين من فراء المنك لأحد الزبائن من الرجال وكانت إحدى العارضات تضع عطراً فواحاً مثيراً بينما لا تضع العارضة الأخرى أي عطر , فمن الطبيعي أن يختار الرجل الفراء الذي ترتديه الفتاة التي تضع العطر وبالطبع يكون هذا المعطف أعلى سعراً من الآخر" .
وفي أيوا ارتفعت نسبة مبيعات ملابس المنزل الخاصة بالسيدات
إلى الزبائن من الرجال بمقدار 30% عندما تم تعطير مناضد البيع والعرض .
وإذا كان
هذا القسم قد ساعدك على معرفة الطريقة التي يبرمج بها مسئولو الإعلانات عقلك الباطن , وبالتالي تحتاط منهم وتحافظ على أموالك , فإن المال الذي دفعته ثمناً لهذا الكتاب قد وضع في محله .
4 . لا تقبل نصحية سلبية من الآخرين .
سيقدم لك الناس كل أنواع
النصائح السلبية , وستستمع في كل الأوقات إلى كلمات مثل : "هذا الأمر لن ينجح . . . لا يمكنك القيام بهذا . . . هذا ضرب من المستحيل . . . لا تضيع وقتك في المحاولة . ." . إياك ان تستمع إلى تلك الترهات ودعها تدخل من إحدى أذنيك وتخرج من الأخرى , والأفضل أن تصم أذنيك , وبالتالي لا تسمعها .
العالم مليء بالأناس المتشائمين
الذين يحبون تقديم نصائح سلبية دائماً وعلى سبيل المثال طالعت منذ فترة ليست بالطويلة كتاباً عمل على تأليفه أربعون من أبرز المؤلفين , وكان من المفترض أن يتضمن الكتاب نصائح عملية من تلك الكوكبة من المؤلفين . وكنت حينها لم أصبح كاتباً بعد , ومع ذلك فقد بدت لي معظم نصائحهم أنه علي اختيار مهنة أخرى غير الكتابة لأعمل بها .
وفي الواقع قرأت ثلث الكتاب ثم ألقيته بعيداً , لأنه بعد قراءة أربعة عشر
فصلاً قرأت الكلمات التالية : "فرص الكاتب الناشئ لنشر كتابه الأول ستكون 50000 إلى واحد" .
لهذا السبب ألقيت بالكتاب لأن قراءته تعد أمراً محبطاً للغاية حتى لكاتب
محترف تنشر أعماله , وكان علي أن أعلم أنه كان يفترض بي ألا أشتري هذا الكتاب لأنني قبلها بسنوات قليلة اشتريت كتاباً بعنوان : "مائة فرصة نجاح للكاتب ومائة فرصة فشل" وألقيت به أيضاً , فأنا لا أرى سبباً لقراءة كتاب يعلمك كيف تفشل . وهي طريقة فاشلة لبرمجة عقلك الباطن .
وفي هذا الصدد غالباً ما أتذكر مهندسي الطائرات الذين
يمكنهم أن يثبتوا لك مستخدمين ديناميكيات الطيران وقوانين الطبيعة أن النحلة الطنانة لا تستطيع الطيران , إذ يقولون إن حركة دوران أجنحتها ضئيلة للغاية بالنسبة لوزن جسمها الضخم , لذا من الناحية العلمية يستحيل أن ترتفع النحلة الطنانة عن الأرض وتطير في الهواء . ولكن تكمن المشكلة في أنهم نسوا أن يخبروا النحلة الطنانة بذلك , لذا فقد واصلت تركيزها فيما تفعل وأثبتت لتلك الموكبة من نوابغ العلماء عكس ما قالوا .
هذا المثال يعود بنا إلى المفتاح الذهبي لتحقيق النجاح الذي سبق
وذكرته , تصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل .

لا تضع لنفسك حدوداً اصطناعية
يمكنك أن تضع لنفسك حدوداً اصطناعية بطرق عديدة . إن إحدى أكثر الطرق
شيوعاً أن تضع لنفسك هدفاً يفوق حدود قدراتك أو أن تكون ممن يرضون بأقل القليل . دعني أوضح لك هذا بمثال .
هنري دالي مستشار في مجال إدارة الأعمال والمبيعات
, وقد حكى لي قصة من واقع تجربته الشخصية , وعلى الرغم من أن المنهج النقدي الذي ذكره هنري في قصته لم يعد مستخدماً الآن نتيجة للتضخم إلا أن المبدأ في حد ذاته صحيح إلى الآن .
فقد أخبرني هنري قائلاً : "طلبت مني إحدى الشركات أن أعمل لديها كمستشار
للمبيعات , وقد لفت مدير المبيعات انتباهي إلى أن أحد البائعين يحقق عشرة الآلاف سنوياً مهما كانت المنطقة التي يعمل بها أو العمولة التي تدفع له .
ونتيجة
لتحقيق هذا البائع نسبة مبيعات مرتفعة في منطقة صغيرة فقد أوكلت إليه منطقة أكبر وأفضل . غير أن عمولته في العام التالي كانت نفس العشرة الآلاف دولار التي حققها في المنطقة الصغرى العام الماضي .
وفي العام التالي رفعت الشركة العمولة التي
يتقاضاها جميع البائعين غير أن ذاك البائع بقيت عمولته عشرة الآلاف دولار , ثم أوكلت له واحدة من المناطق التي تعد الأقل من حيث المبيعات , فحقق العشرة الآلاف دولار المعتادة .
وعندما تحدثت إلى ذلك البائع وجدت أن المشكلة لا تكمن في
المنطقة التي يعمل بها ولكن في تقديره لنفسه . فقد حدد لنفسه مبلغ العشرة الآلاف دولار كربح سنوي , لذا ظل عقله الباطن متمسكاً بهذه الفكرة , وبالتالي لم تؤثر الظروف الخارجية فيه .
لذا عندما أوكلت له منطقة فقيرة عمل بجد وحقق العشرة
الآلاف دولار , وعندما أوكلت له منطقة جيدة وجد كل الأسباب مهيأة له ليبلغ هدفه وهو العشرة الآلاف دولار , وعندما حققها في فترة قصيرة سئم العمل في المنطقة وتركها بعد عام , وعلى الرغم من أن الأطباء أجمعوا على أنه لا يشكو من أي مرض عضوي , لكن المذهل أنه تعافى تماماً في أوائل العام التالي !" .
وكما يوضح لك هذا المثال
فقد وضع هذا البائع لنفسه حدوداً منخفضة للغاية أي أنه وضع لنفسه حدوداً اصطناعية عمل على أساسها , وبالتالي قلل كثيراً من قدراته وإمكانياته لتحقيق المكاسب .

لا تقارن نفسك بالآخرين
واحدة من أسرع الطرق لبرمجة عقلك الباطن بتوجهات وأفكار
فاشلة هي مقارنة نفسك بالآخرين , فعندما تفعل هذا فدائماً ما تلتقي شخصاً أفضل أو أذكى منك .
وعندما تقارن نفسك بالآخرين فإنك تبرمج عقلك الباطن بأفكار سلبية مثل
: "إنها أجمل مني . . . إنه أذكى مني . . . إنه يكسب مالاً أكثر مما أفعل ..." وبالتالي تقودك تلك الأفكار إلى المزيد من الأفكار السلبية مثل : "أنا قبيحة . . . أنا غبي . . . أنا فقير" .
ولكن كيف تمنع حدوث هذا ؟ ببساطة لا تقارن نفسك
بالآخرين , تنافس فقط مع نفسك , فعلى سبيل المثال إذا كنت بائعاً فلا تقلق من كونك تحقق أعلى مبيعات في الشركة , بل جاهد من أجل تحسين أدائك السابق بزيادة مبيعاتك , وإذا كنت من ضمن الفريق الذي يضم أسرع البائعين , فلا تقلق من ذلك واعمل على تحسين معدل الأسبوع الماضي , وقم بهذا وستصبح على قمة أفضل البائعين إن عاجلاً أو آجلاً .

لا شيء ينجح مثل النجاح
لا تعد عملية برمجة العقل الباطن لتحقيق النجاح مهمة لكبح
ووقف الأفكار الفاشلة فحسب , بل إنها هدف واقعي لتحقيق المطلوب , فالعمل ضروري لتحقيق الأهداف , لذا لا تكتفي بالتفكير فقط بل لابد أن تفعل شيئاً .
إنني أتذكر
ذلك اليوم جيداً على الرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً عليه , عندما تلقيت تدريباً متقدماً على يد أحد ضباط المشاة في قاعدة فورت بيننج بولاية جورجيا . وفي أثناء التدريبات الفنية طلب منا اتخاذ قرارات سريعة وكان عنصر الوقت مهماً .
وكان المدربون يقولون لنا دائماً : "افعلوا أي شيء حتى ولو كان خطأ , ولا
تقفوا مكتوفي الأيدي , وتذكروا أن الخطة قد تنجح حتى لو كانت سيئة إذا نفذت بحماس وعزيمة , وأن أفضل خطة في العالم لن يكتب لها النجاح لو لم تنفذ . فإذا أردتم النجاح عليكم بالعمل أياً كان" .
لذا أرجو أن تتذكر أنك كلما أجلت العمل على حل
المشكلة التي تواجهك , أصبحت أكبر , وشعرت بالقلق من إمكانية عدم حلها . وتعلم أن تثق في الارشاد الداخلي الذي يزودك به عقلك الباطن , واتخذ القرار ونفذه فوراً لأنك إذا لم تفعل فستفشل فشلاً ذريعاً نتيجة لتقاعسك .
وسترى أن الخوف من القيام بأي
شيء خطأ هو الذي يصيب الإنسان بالشلل ويتسبب في نتائج خاطئة . لذا اتخذ قرارك واعمل على تنفيذه . وبالتالي ستتلاشى مشاكلك سواء ما فعلته كان صحيحاً أم خطأً .
وكل
العظماء هم أولئك الأشخاص الذين يتخذون قرارات سريعة نتيجة للخبرات والمعارف المتراكمة على مر السنين , فعليك التعلم منهم , وضع ثقتك في الإرشاد الذي يقدمه لك عقلك الباطن , وبالتالي تتخذ قراراتك وتتصرف بسرعة , وتصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل وأنك ستحقق النجاح دائماً وأنه لا شيء ينجح مثل النجاح .
والآن سنناقش
من خلال الفصل السادس كيف يمكنك استخدام قوى عقلك الباطن لتحقق الفوز في كل ما تفعل
انتظروا الفصل السادس الاسبوع القادم باذن الله =)


 


رد مع اقتباس