======== 72 ========
و لقد سلك القرآن شتى السبل ، و اتبع شتى الأساليب ، ليواجه شكوك القلب البشري و انحرافاته و آفاته ..
و يأخذ عليها المسالك ، و يعالجها بكل أسلوب .
و في أساليب القرآن المتنوعة زاد للدعوة و الدعاة إلى هذا الدين ..
و مع اليقين الجازم بأن هذا القرآن من عند الله فقد استخدم أسلوب التشكيك لا أسلوب الجزم للغرض الذي أسلفنا .
و هو واحد من أساليب الإقناع في بعض الأحوال .
======== 73 ========
إن هذا القرآن يجعل من مألوفات البشر و حوادثهم المكرورة قضايا كونية كبرى ، يكشف فيها عن النواميس الإلهية في الوجود ..
و ينشئ بها عقيدة ضخمة شاملة و تصورا كاملا لهذا الوجود .
كما يجعل منها منهجا للنظر و التفكير ، وحياة للأرواح و القلوب و يقظة في المشاعر و الحواس .
يقظة لظواهر هذا الوجود التي تطالع الناس صباح مساء و هم غافلون عنها ..
و يقظة لأنفسهم و ما يجري من العجائب و الخوارق فيها .
|