عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2012, 06:39 PM   #71
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



هذا جزء من مقال كتبته / هيلين كيلر .. بعنوان :
[ لو أبصرت ثلاثة أيام ] ..



إن من حُرم إحدى الحواس كالسمع والبصر هو الذي يقدر تلك النعم لكن الذين لم يسبق لهم أن اشتكوا من الحرمان قليلاً ما يحسون بعظمتها والاستفادة منها.

لقد كان يلذ لي أحيانا أن اسأل رفاقي الذين يبصرون لأعرف عن بعض
ما كانوا يرون وقد تقبلت في هذه الأيام زيارة صديقة من أهم صديقاتي كانت قد رجعت منذ قليل من جولةطويلة في إحدى الغابات المجاورة,

سألتها ماذا رأت؟ وماذا لاحظت؟
فكان جوابها بالحرف :
" لا شيء يستحق الذكر!"


ولو أنني لم أكن معتادة مثل هذا الجواب لداخلني الشك فيما سمعت

لقد اقتنعت منذ زمن بعيد أن هؤلاء الذين يبصرون لا يرون إلا قليلاً

قلت في نفسي: كيف يكون من الممكن أن يتجول المرء لمدة ساعة من

الزمن بين منعطفات الغاب ولا يرى شيئا يستحق الذكر!؟

أنا التي لا استطيع أن أبصر شيئا اكتشفت مئات الأشياء التي تهيمن

من خلال اللمس العابر .

أحس بالبهجة والنعومة وأنا اربت على الزهور ,واكتشف ما في طيات

هذه الورود من جمال هناك تظهر لي معجزة الطبيعة في أحلى مظاهرها ..

ومن وقت لآخر – إذا ما أسعدني الحظ – أضع يدي بلطف وتؤدة على

شجرة صغيرة لأتحسس الرعشات المنعشة التي تنبعث من طائر وهو

في أوج سروره , سأكون سعيدة عندما أشعر – من خلال أصابعي

المتفتحة – ببرودة المياه المتدفقة في الجداول ,...

بالنسبة إلي فإن فراشاً ناعماً من أوراق الصنوبر المتناثرة, أو مع

الربيع الأسفنجي أحب إلي من أروع بساط حتى لو كان فارسياً ,

وبالنسبة إلي فإن مشاهدة تدرج الطبيعة من فصل إلى فصل تٌعد عندي

رواية تمثيلية أخاذة غير ذات نهاية, أتنعم بها من خلال ما تلمس

أناملي .


يصرخ قلبي من أعماقه في بعض الأحيان وفي شوق متزايد ليشاهد

هذه الأشياء وإذا استطعت أن احصل على متعة مثل هذه بمجرد لمس

عابر فأي جمال وأي بهاء أشعر به وأنا أرى ذلك رؤيا عين .


قد يكون من الإنسانية أن نقدر قليلاً الأشياء التي تحت تصرفنا وأن

نتوق إلى الأشياء التي ليست في متناولنا ..


بيد أنه مما يدعوا إلى الإشفاق الكبير في عالم النور أن نلاحظ أن حاسة البصر تعد لدينا أداة زهيدة فقط قبل أن تٌعد وسيلة تضفي على الحياة الكمال والجمال.. .
===============================


لو كنت رئيسة جامعة لكان علي أن أفرض مادة إجبارية

حول موضوع: ( كيف تستفيد من عيونك ؟ )
يكون على الأستاذ في هذه المادة أن يحاول إفهام طلبته الوسائل التي تمكنهم من أن يضاعفوا المتع التي تزدان بها حياتهم

عن طريق الرؤية الحقيقية للأشياء التي تمر أمامهم ,
أن يعيروها أدنى اهتمام نعم يكون عليه أن يحاول إيقاظ طاقة طلابه وبعثها من نومها وفتورها...


اعتقد أنه من الممكن أن أرسم على سبيل التخيل ، ماذا يكون علي أن

أرى لو أنني وهبت نعمة البصر فقط لمدة ثلاثة أيام ..

فحاولوا أن تشاركوني في هذا الخيال كذلك ..

ركزوا تفكيركم فيما أقول وأنا أحاول معكم أن نجد استعمالا للزمن

طوال هذه الأيام الثلاثة التي سنبصر فيها بأم عيوننا نحن..

عندما تشعر بأن الليلة الثالثة ستحمل معها اقتراب عودة الظلمة

الدائمة, وعندما تشعر بأن الشمس سوف لا تعود أبدا للظهور مرة

أخرى, ...

كيف تقضي تلك الأيام الثلاثة الثمينة المحددة المزدحمة؟

ماذا ستختار أن يقع بصرك عليه ؟

سأختار أنا طبعاً أن أرى أكثر الأشياء التي أصبحت عزيزةً علي طوال

السنوات المظلمة التي عشتها وأنتم كذلك ولا شك ستفضلون أن

تتركوا لأعينكم الحرية الكاملة لتقع على الأشياء التي أمست محببة

لديكم ,وذلك حتى تستطيعوا أن تحتفظوا لأنفسكم بذكراها في الليل

البهيم الذي يعترض طريقكم.

نعم إذا ما منحت بقدرة قادر فرصة النظر لمدة ثلاثة أيام أكون بعدها

مهددة بانتكاسة تسلمني الظلام الدائم , ........




طبعاً المقال منشور في بعض المنتديات ، والشكر لمن نقله كتابة ً من

مصدره ... فمن أراد الرجوع إلى أصل المقال وقراءته كاملاً فليبحث

عنه في محرك البحث ...



تحياتي للجميع ..


 
 توقيع : زارع الورد


رد مع اقتباس