عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2013, 11:28 PM   #1
نفسي عزيزة


الصورة الرمزية نفسي عزيزة
نفسي عزيزة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 243
 تاريخ التسجيل :  Aug 2009
 أخر زيارة : 08-06-2020 (07:37 PM)
 المشاركات : 1,129 [ + ]
 التقييم :  91
لوني المفضل : Cadetblue
Q54 أهداها سعدها الشقاء



قصة من الواقع بـ قلمي


عنوان القصة

أهداها سعدها الشقاء



التقيتها في عرس .. و هالني منظرها فقد وجدتها كتلة لحم متكومة محمولة على كرسي متحرك!!

ليست مشلولة ولكن ظهرها ورجليها لا يحملان هذا الجسم المفرط بالسمنة

اغتالتها الأمراض و شلت حركتها إلا من وجه ذا ثغر باسم ويدين تصفق في عرس حفيدتها

لكن هذا الفرح لم يغطِ سحابة الحزن التي استقرت على ملامحها !!



و رجعت بي الذكريات إلى زمن الطفولة حيث كنت ألعب في زاوية من زوايا الحي المتعرج

و فجأة سمعت بكاء و عويلا

و نساء الحي متلفعات بالسواد يدخلن بيتها

و يهدئن من صراخها ..

فقد مات زوجها في حادث سيارة وترك لها أربعة أطفال

أكبرهم أسمه سعد لم يتجاوز ثلاثة عشر سنة !!


وكان عمرها آن ذاك لا يتجاوز الخامسة و العشرون

تزوجت في سن مبكرة و ترملت في سن صغيرة

و مرت السنوات .. وسعد أصبح فتيا و أم سعد زهرة جمالها تزداد تفتحا وأنوثة

و جسدها الملفوف القوام يزيدها جاذبية و إثارة مما جعل الكثير يتسابق لخطبتها

و لكن سعدا الذي نصب نفسه وليا لأمرها بعد وفاة والده
كان يرفض ويرد كل خاطب مرددا :
ليس لدينا أمهات للزواج !!
و عندما يرى من أمه إشارة بالموافقة أو يسمع منها موعظة عن سنة الحياه ..
كان يترك لها البيت مخاصما حتى رضخت لأمره..

و ضحت من أجله و أجل أخوته

و ضربت نصائح الناس لها بالزواج عرض الحائط

ورفضت كل من تقدم إليها احتراما لرغبته و خوفا من تنفيذ تهديداته !!

كنت أسمع شكواها و أرى دموعها عندما تجلس
مع أمي لتناول شاي الضحى

و أتظاهر باللعب أمامهما و لكن في قلبي .. نما كره سعد !!

تزوج جميع أولادها ومضي الزمن و مضت معه لياليه
و كلاٌ في حضن شريكة حياته

وهي تخبئ أحلامها الغير مشروعة في نظر سعد تحت وسادتها تتخيل زوجا
تسكن إليه و يسكن إليها فتنطلق منها تنهيدة حارة
تلامس حرارتها شهب السماء لتنفجر بداخلها براكين من الدموع و الآهات و الزفرات ..
و تنام لتصحو وحدها في بيت لا تدب فيه الحياة إلا حين
يتكرمون عليها أولادها و أحفادهم بالزيارة !!

و هذه الليلة ليلة عرس إبنة سعد .. حفيدتها الأولى

باركتُ لها و جلست أمازحها قليلا بقولي :
مازلتِ جميلة يا أم سعد أين الخطاب عنك ؟؟
تنهدت بعمق و من خلف ابتسامة لم تخفِ سحابة أحزان حياتها قالت :

الله يرزقنا الجنة مع أبو سعد ..

وحانت مني التفاته لأبي العروس و هو يبتسم لزوجته ولسان حالي يقول :

يا سعد

منك لله

لقد أهدتك أمك السعادة و أهديتها أنتَ الشقاء !!


أرجو أن تنال استحسانكم


 


رد مع اقتباس