خلق الإنسان علمه البيان ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== {خلق الإنسان علمه البيان } الرحمن.
إننا نرى الإنسان ينطق و يعبر و يبين ، و يتفاهم ، و يتجاوب مع الآخرين .. فننسى بطول الألفة عظمة هذه الهبة و ضخامة هذه الخارقة فيردنا القرآن إليها و يوقظنا لتدبرها.
======== إن تكوين جهاز النطق وحده عجيبة .
اللسان و الشفتان و الفك و الأسنان و الحنجرة و القصبة الهوائية والشعب و الرئتان .. إنها كلها تشترك في عملية التصويت الآلية وهي حلقة في سلسلة البيان .
و هي على ضخامتها لا تمثل إلا الجانب الميكانيكي الآلي في هذه العملية المعقدة المتعلقة بعد ذلك بالسمع و المخ و الأعصاب .
ثم بالعقل الذي لا نعرف عنه إلا اسمه ولا ندري شيئا عن ماهيته و حقيقته بل لا نكاد ندري شيئا عن عمله و طريقته .
======== كيف ينطق الناطق باللفظ الواحد ؟
إنها عملية معقدة كثيرة المراحل و الخطوات و الأجهزة . مجهولة في بعض المراحل خافية حتى الآن .
إنها تبدأ شعورا بالحاجة إلى النطق بهذا اللفظ لأداء غرض معين ، هذا الشعور ينتقل - لا ندري كيف – من الإدراك أو العقل أو الروح إلى أداة العمل الحسية .. المخ و يقال : إن المخ يصدر أمره عن طريق الأعصاب بالنطق بهذا اللفظ المطلوب .
و اللفظ ذاته مما علمه الله للإنسان وعرفه معناه .
و هنا تطرد الرئة قدرا من الهواء المختزن فيها ليمر من الشعب إلى القصبة الهوائية إلى الحنجرة و حبالها الصوتية العجيبة التي لا تقاس إليها أوتار أية آلة صوتية صنعها الإنسان .
فيصوت الهواء في الحنجرة صوتا تشكله حسبما يريد العقل .. عاليا أو خافتا .. سريعا أو بطيئا .. خشنا أو ناعما .. ضخما أو رفيعا .. إلى آخر أشكال الصوت و صفاته .
======== و مع الحنجرة اللسان و الشفتان و الفك و الأسنان يمر بها هذا الصوت فيتشكل بضغوط خاصة في مخارج الحروف المختلفة .
و في اللسان خاصة يمر كل حرف بمنطقة منه ذات إيقاع معين يتم فيه الضغط المعين ليصوّت الحرف بجرس معين .
======== و ذلك كله لفظ واحد .. و وراءه العبارة و الموضوع و الفكرة و المشاعر السابقة و اللحقة .
و كل منها عالم عجيب غريب ينشأ في هذا الكيان الإنساني العجيب الغريب بصنعة الرحمن و فضل الرحمن .
|