الخمر ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
=========================================== أخرج أبو داود بسنده عن ابن عباس – رضي الله عنهما - : " كل مخمر خمر و كل مسكر حرام " .
الخمر تشمل كل مخمر يحدث السكر . و أنه ليس مقصورا على نوع بعينه و أن كل ما أسكر فهو حرام .
إن غيبوبة السكر - بأي مسكر – تنافي اليقظة الدائمة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم ليكون موصولا بالله في كل لحظة ، مراقبا لله في كل خطرة ، ثم ليكون بهذه اليقظة عاملا إيجابيا في نماء الحياة و تجددها ، و في صيانتها من الضعف و الفساد ، و في حماية نفسه و ماله و عرضه ، وحماية أمن الجماعة المسلمة و شريعتها و نظامها من كل اعتداء .
======== و الفرد المسلم ليس متروكا لذاته و للذاته ، فعليه في كل لحظة تكاليف تستوجب اليقظة الدائمة .
تكاليف لربه ، و تكاليف لنفسه ، و تكاليف لأهله ، و تكاليف للجماعة المسلمة التي يعيش فيها ، و تكاليف للإنسانية كلها ليدعوها و يهديها ..
و هو مطالب باليقظة الدائمة لينهض بهذه التكاليف ، و حتى حين يستمتع بالطيبات فإن الإسلام يحتم عليه أن يكون يقضا لهذا المتاع ، فلا يصبح عبدا لشهوة أو لذة .
إنما يسيطر دائما على رغباته فيلبيها تلبية المالك لأمره ........ و غيبوبة السكر لا تتفق في شيء مع هذا الاتجاه .
======== ثم إن هذه الغيبوبة في حقيقتها إن هي إلا هروب من واقع الحياة في فترة من الفترات ، و جنوح إلى التصورات التي تثيرها النشوة أو الخمار .
و الإسلام ينكر على الإنسان هذا الطريق و يريد من الناس أن يروا الحقائق و أن يواجهوها ويعيشوا فيها و يصرفوا حياتهم وفقها و لا يقيموا هذه الحياة على تصورات و أوهام .
إن مواجهة الحقائق هي محك العزيمة و الإرادة ، و الإسلام يجعل في حسابه دائما تربية الإرادة و إطلاقها من قيود العادة القاهرة .. الإدمان .
|