عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2018, 11:24 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ...



بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسولنا و حبيبنا محمد رسول الله
صلى الله عليه و سلم


===================
======== إنّ المتأمّل في كتاب الله من خلال القصص الّتي حكاها القرآن عن الأقدام الّتي سبقت أمّة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، والمتصفّح لسُنّة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ليلتمس جليًّا أنّ الشّريعة الإسلاميةعلّمتنا أنّ سبب النّصر وسبب الرزق هم الضعفاء.
جاء في الحديث الصحيح الّذي يرويه أبو داود وأحمد من طريق سيّدنا أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
''أبغوني الضعفاء، فإنّما تُنصرون وتُرزقون بضعفائكم''

لذا علّمنا الإسلام أن نحترم الضعفاء، فلا نتكبّرونترفّع عليهم، بل نتواضع لهم ونخفض أجنحتنا لهم، فنتّصل بذلك بحقيقة العبودية، ويكون ذلك سبباً في سعة أرزاقنا وانتصارنا على أعدائنا
وكما قال العارف بالله سيّدي أحمد الرِّفاعي في حِكَمِهِ:

''اتّخذ الفقراءأصحاباً وأحباباً وعظِّمهم، وكُن مشغولاً بخدمتهم، وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك وتذلّل له''.




======== تأمّل ماذا قال ربُّنا لحبيبه سيّدنا ومولانا محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
{وَاصْبِر نفسَك مع الّذين يدعُون ربَّهُم بالغَداة والعشي يُريدون وجهه ولا تَعُد عيْناكَ عنهم تُريد زينة الحياةِ الدُّنيا}

لذا كان المصطفى صلّى الله عليه وسلّم يأمر بالاعتناء بالضعفاء في المجتمع، كما جاء في الحديث الّذي يرويه أحمد والنسائي من طريق أبي شُريج خويلد بن عمرو الخُزاعي رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

''اللّهمّ إنّي أُحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة''

بل إنّ بعض الأعمال العظيمة المتعلّقة بالأيتام قد تكون سبباً لعلاج قسوة القلب، كما جاء في الحديث الّذي يرويه الطبراني:

''أنّ رجلاً جاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يشكو قسوة قلبه
فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أتحبُّ أن يلين قلبك وتنل حاجتك، امسح رأس يتيم''

وكما جاء في الأثر: ''أكثروا معرفة الفقراء واتّخذوا عندهم الأيادي''.
وبهذا يفسّر التكافل الاجتماعي في المجتمع ويكون ذلك سبباً في الحفاظ على لحمة الأمّة، قال تعالى:

{فأمّا اليتيم فلا تقهَر وأمّا السّائل فلا تنهَر''،

وقال تعالى:

أرأيت الّذي يُكذِّبُ بالدِّين فذلك الّذي يَدُعّ اليتيم ولا يحضُّ على طعام المسكين}

وكما جاء في الحديث الّذي يرويه البخاري ومسلم من طريق سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قوله صلّى الله عليه وسلّم:

''أنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا، وأشاربالسبّابة والوسطى وفرَّج بينهما''

بل إنّ السّعي على الأرامل والمساكين هو ضرب من أضرب الجهاد في سبيل الله، كما جاء في الحديث الّذي يرويه البخاري ومسلم من طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
''السّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله،أحسبُه قال: كالقائم الّذي لا يفتر، وكالصائم الّذي لا يفطر''

وصدق ذوالنُّون المصري حينما قال:

''ثلاث من أعلام الوقار: تعظيم الكبير،والترحُّم على الصّغير، والتّحلُّم على الوضيع''.
هذه هي فلسفة شريعتنا في النّظر إلى الأشياء، فما أحوجنا أن نتمسّك بها والرجوع إليها.


 


رد مع اقتباس