منتديات أعز الناس - عرض مشاركة واحدة

08-26-2013, 02:54 PM

كانت هناك امرأة تصنع الخبز ﻷ‌سرتها كل يوم ..
وكانت يومياً تصنع رغيف خبز إضافياً تضعه على شرفة النافذة
ﻷ‌ي عابر سبيل جائع ليمر ويأخذه ..
وكان في كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف ..
وبدﻻ‌ً من أن يظهر امتنانه ﻷ‌هل البيت كان يدمدم ويقول:
" الخير الذي تقدمه يبقى معك ،,
والشر الذي تقدمه يعود إليك "
كان هذا الفقير الأحدب يمر كل يوم ويأخذ رغيف الخبز
ويكرر عبارته تلك ..
بدأت المرأة تشعر بالضيق لعدم إظهار هذا الرجل للعرفان بالجميل
والمعروف الذي تصنعه ..
وأخذت تحدث نفسها قائلة:
" كل يوم يمر هذا اﻷ‌حدب ويردد عبارته الغامضة وينصرف ..
ترى ماذا يقصد ..؟!
وفي يوم ما أضمرت في نفسها أمراً ..
وقررت أنها تتخلص من هذا اﻷ‌حدب ..!
فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له ..
وكانت على وشك وضعه على النافذة ..
لكن بدأت يداها ترتجف ..!
ما هذا الذي أفعله ..؟!
فقامت برمي الرغيف في النار لتتخلص منه ..
ثم صنعت رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة ..
وكما هي العادة ,, جاء اﻷ‌حدب وأخذ الرغيف وهو يدمدم:
" الخير الذي تقدمه يبقى معك ,،
والشر الذي تقدمه يعود إليك "
وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل هذه المرأة ..
وكانت المرأة في كل يوم تصنع فيه الخبز تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب
عنها طويلاً بحثاً عن مستقبله ..
ولسنوات عديدة لم تصلها عنه أي أنباء ..
وكانت دائمة الدعاء له بعودته سالماً لها ..
وفي ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم
طُرق الباب مساءً ..
وحينما فتحته وجدت ابنها واقفاً بالباب ..!!
كان شاحباً متعباً وملا‌بسه شبه ممزقة ..
وكان جائعاً ومرهقاً ..
وبمجرد رؤيته ﻷ‌مه قال:
" إنها لمعجزة وجودي هنا يا أمي ..
على مسافة أميال من هنا كنت مجهداً ومتعباً وأشعر باﻹ‌عياء ..
وكدت أن أموت لوﻻ‌ مرور رجل أحدب رجوته أن يعطيني أي طعام معه ..
وكان الرجل طيباً بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل ﻵ‌كله ..
حيث علمت منه أن هذا هو طعامه كل يوم ..
واليوم أعطاه لي ﻷ‌ن حاجتي اكبر كثيراً من حاجته "
بمجرد أن سمعت اﻷ‌م هذا الكلام شحبت وظهر الرعب على وجهها ..
واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا ..!!
لو لم تقم بالتخلص منه لكان ولدها هو الذي أكله ..
ولكان قد فقد حياته ..
لحظتها أدركت معنى كلام اﻷ‌حدب:
" الخير الذي تقدمه يبقى معك ,،
والشر الذي تقدمه يعود إليك "

راقت لي قراءتها فنقلتها لكم ..