عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2018, 07:40 PM   #1
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي هل اختطفوا أطفالنا أم أضعناهم بأيدينا ؟!





مقدمة :

إنّ
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله،
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
أما
بعد..
سوف أتحدث في بحثي هذا عن "الغزو الإعلامي والتقني وتأثيره على عقيدة ولغة
الطفل ؛
وكيفية المُحافظة عليهم وتثقيفهم وتصحيح المفاهيم ."
فقد تطورت وسائل
التكنولوجيا بشكل سريع جداً ، وازدادت القنوات الهدامة إنتشاراً وتوسعاً
ونحن
العرب والمسلمون غارقون في ملذات الحياة بكل إستمتاع
ونتلقف كل مايُطرح علينا
بكل إهتمام
فما من وسيلة من وسائل التقنية إلا وهي متوفرة في منازلنا وفي متناول
أيدينا
وهؤلاء الغربيون والعلمانيون لا يُضيعون جهودهم سدى بل إنها مدروسة
بعناية ولها أهداف خبيثة
فهم يدسون السم في العسل ونحن نلتهمه
إلتهاماً..!!
يوهمون المسلمين بأنهم أصدقاء ومسالمون ولا يريدون أن يحتلوا
ديارنا
بينما هم قد احتلوا عقولنا واختاروا وسيلة غزو مدمرة
فقد كان أحدهم
يقول : لن أرتاح حتى يشاهد المسلم الأفلام الإباحية وهو في غرفة نومه
وكنا نسخر
من عقله ؛ فالكثير منا يُخرج أجهزة التلفاز وغيرها في الأماكن المفتوحة
للجميع
حتى تطورت أجهزة الحاسب الآلي والإتصال ؛ فأصبح البعض وللأسف يشاهد كل
مايخطر على باله
وهو في فراشه وتحت غطائه :"(
وقد تأثر أطفالنا كثيراً بهذا
التطور لوسائل التقنية والإتصالات
وتغيرت أفكارهم ومفاهيمهم وسُلبت منهم حتى
براءتهم
الأطفال قديماً وحديثاً
:

كان الأطفال قديماً
في حركة مستمرة وقد ابتكروا مختلف الألعاب التي تنمي عقولهم
فكانت أجسامهم
صحيحة, وأفكارهم سليمة , وعقولهم ناضجة ,
وضحكاتهم تملأ أرجاء المكان
أمَّا
الآن فندخل لمعظم البيوت ولا نكاد نصدق أن بها أطفالاً ..!!
تراهم عاكفين على
أجهزتهم فرادى ، ومعظمهم قد ضعف نظرهم وازدادت أجسامهم بدانة
وتوقف تفكيرهم عند
لعبة معينة أو مسلسلات كرتونية محددة
وليت الأمر توقف عند هذا الحد ..!!
بل
إن سلوكهم تغيَّر فأصبح إنفعالياً أكثر ، ونظراتهم فقدت الإحترام والتقدير لمن هم
أكبر سناً
وإذا تحدثوا تتعجب من الألفاظ الغريبة التي يستعملونها والتي قد تصل
للإبتذال أحياناً
وإن رأيتهم في طريق أو مجمع تجاري تجدهم يتعاملون بلا مبالاة
وإستهتار
فبعضهم يتراقص لوحده ، والآخر يتعامل مع رفيقه أو غيره بكل عنف
وقسوة
وكأنهم ينفذون مايتعلمونه
والبعض الآخر يتمشى في المولات وجهازه بيده
وكأنه لوحده ولا أحد حوله ..!

تأثير الغزو الإعلامي والتقني على لغة الطفل
:

و من الناحية
اللُغوية ، اندثرت اللغة العربية واستبدلها أطفالنا بما يسمعونه حولهم
من
التلفاز والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي
وتكون لدينا مايسمى بلغة
المحمول
وهذا فيه ضياع للغة والحروف وإستبدالها بألفاظ غريبة ورموز , ولو دققنا
النظر بهذه الرموز اوجدنا معظمها
شركياً .
وساعد إنشغال الأهل عن أبنائهم
وتركهم لهذه الوسائل لكي تربيهم في ضياع هويتهم العربية
فلم تعد لغتهم عربية ولا
عامية بل لهجة ممسوخة وهجينة ومليئة بالعبارات والألفاظ الغريبة والأعجمية
وبعض
المفردات الحديثة والتي اخترعها هواة التقنية
.


مخاطرها
على العقيدة والقيم التي يمتثلها الطفل المسلم :



عندما نلاحظ أطفالنا يجد بأنَّ هذه التقنية تبعدهم عن الدِّين وقيمه
وتنحرف بهم إنحرافاً خطيراً
فهناك الكثير من الأفلام الكرتونية التي تغرس مفاهيم
خاطئة ووثنية في معظم الأحيان
في نفوس الأطفال ، بل ظهرت لنا مسلسلات كرتونية
وبأفكار غربية علمانية
ومعتقدات عن العالم وعن قدرات المخلوقات ويظهره المسلسل
على ان قدراتهم تضاهي قدرات الخالق والعياذ بالله ..

* إن أفلام الرسوم
المتحركة التي تعرضها شاشات التلفزيون في البلدان العربية والإسلامية قد خرجت عن
الأهداف النبيلة،
وابتعدت عن الغايات الجليلة التي من أجلها
وُضِعَت؛ فلم تترك رذيلة إلا أباحتها، ولا قبيحة إلا نشرتها وأذاعتها؛
فصارت
بذلك سلاحاً فتاكاً
يستهدف عقيدةَ الأطفال وعقولَهم
ونفسياتِهم في كل بلدان العالم الإسلامي
إن هذه العيِّنة من البرامج تغري
الأطفال بشكل كبير، فيُقبِلون على مشاهدتها بَنَهمٍ شديد، ويعتقدون أن كل
المواقف
والأفكار التي تعرضها صحيحة صالحة،
كما أن طابَع
الترفيه والتسلية الذي يميزها يشدهم إليها بقوة، وهذا فيه إهمال كبير لشخصيتهم،
وعقليتهم، وحاجاتهم النفسية،
والأهداف النبيلة التي ينبغي أن
يوجَّهوا إليها؛ ولعل هاجس الربح المادي الذي يشغل بال المنتجين والعارضين هو السبب
المباشر في ذلك،
فضلاً عن كونها أفلاماً لا تقيم وزناً للعقيدة والقيم الموجودة
في العالم الإسلامي، وما يتميز به من عادات وأعراف وطقوس ثقافية
وحضارية.

أولاً:
الخطر العقدي:

الإسلام عقيدة
وشريعة تعبُّدية وسلوك. والعقيدة الإسلامية لها أثر بالغ في حياة الفرد والجماعة؛
فهي قوة هادية موجِّهة،
ودافعة إلى الخير، بانية
خلاَّقة.
وإذا كانت راسخة في القلب فإنها تمدُّه بالراحة والطمأنينة والاستقرار
على جميع المستويات، ولكن حين تدخل عليها العوامل
المؤثِّرة الضارة
تتغير.
وبرامج الرسوم أحد أبرز هذه العوامل؛ فهي تشكِّل خطراً كبيراً على عقيدة
أطفال المسلمين، ومن معالم هذه
الخطر:



1-زعزعة
العقيدة:




فالرسوم المتحركة التي توجَّه إلى أبناء المسلمين لا تعير العقيدة
الإسلامية أي وزن، ولأن منبعها غربي مسيحي أو صهيوني غالباً؛
لذلك فهي تهدف إلى
إزالة العقيدة الإسلامية الصحيحة الصافية من النفوس عبر زعزعتها، وإدخال الشك فيها
وفي مبادئ الإسلام،
وغرس المعتقدات المنحرفة في المقابل: كعقيدة التثليث، وعبادة
الأصنام؛ فحين يُظهر الفيلم نجْماً يُدخِل السعادة على الناس،
أو شجرةً تحفظ من
الكوارث والآفات، أو يعرض شخصية تقبِّل الصليب وتضعه على الصدر لتجد الراحة والأمان
والطمأنينة،
أو تسجد لصنم، أو تُوهِم بأن الكون تدبِّر
شؤونَه كائنات خيالية وليس الله، عز وجل.
والطفل يشاهد ذلك ويتأثر به، ويعتقد
أنه هو الحق والصواب، فتنعكس المشاهد على سلوكه، فتجده يقبِّل الحجر، أو ينحني
ساجداً له،
أو يتوسل إلى الشمس من أجل تحقيق رغبة مَّا.
والأمثلة كثيرة يطول المقام لحصرها، إنها ترسِّخ فيه معتقدات بعيدةً عن الدين
الحنيف،
فيحصل اضطراب العقيدة في
النفوس.




2-تصديق
السحرة والكهان:




كما
تعمل هذه البرامج على ترسيخ الإيمان بالسـحرة والمشـعوذين، وتصـديق ما يدَّعون،
والخوف منهم،
فهي تُظهِر الساحر قادراً على إسعاد الناس أو
إشقائهم،
وتأمينهم أو ترويعهم، وأنه قوة لا تُقهَر وهو الشيء الذي يؤدي إلى حصول
تناقض في عقيدة الطفل المسلم.
فيقدِّس الساحر ويتقرب إليه، عوض تقديس الله وفعل
ما يقرِّب منه.
إن الطفل المسلم إذا لم تتدارك الأسرة أمره وشبَّ على ما يراه في
الرسوم المتحركة يكون في المستقبل كالريشة في مهب
الريح،
مضطربِ العقيدةِ، لا يستقر على
حال،
يسيطر عليه القلق والحَيْرة، لا يعرف حقيقة نفسه، ولا
سِرَّ وُجُودِه في الحياة.


ثانياً: ترسيخ القيم الفاسدة:

القيم مجموعة من العقائد الدينية أو الفلسفية المفضَّلة عند أمَّة أو
حضارة مَّا، وتتحول إلى أسلوب في الحياة؛ تحدد التصور للوجود
والكون،
والحياة والموت،
والطبيعة والتاريخ، بل تحدد
الذوق والمظاهر والسلوك العام؛ فالقيم بهذا المعنى نمط حياة، تتغذى من أوعية متعددة
لتبقى حية،
ومنها الوعاء العقدي،
والغائي (الغاية من الحياة)، والسلوكي،
والمظهري، والأخلاقي...
وللقيم أهمية بالغة في حياة الأمة؛ فهي تحفظ الهوية
والعمران والحضارة، وهذا يعطي للأمة قوة الاستمرار،
ويدفعها إلى الإنتاج
والتعمير،
والتطور والبناء والعمل الجاد، وتُعَدُّ القيم الإسلامية أرقى القيم
وأفضلها على الإطلاق؛ لأنها ربانية المصدر،
ومن القيم التي
يتجلى فيها الأثر السييء للرسوم المتحركة على الطفل المسلم:
القيم الأخلاقية،
والقيم الثقافية، والعلمية والسلوكية، ومن
ذلك:




1-
الميل إلى العنف:





تتضمن كثير من مسلسلات الرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية مشاهدَ العنف
والصراع، وهذا يرسخ في وجدان
الطفل الميل إلى القسوة
والعنف،
سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو في الشارع؛ فيلجأ
إليه من أجل تحقيق رغباته، وقد يرتكب جريمة بشعة.
وقد أثبت
عديد من الدرسات العلاقة الوطيدة بين جُنوح الأطفال وارتكابهم الجرائم، وبين الرسوم
المتحركة
التي تتضمن مشاهد العنف.
وقد
شهد العالم الإسلامي - كبقية بلدان العالم - العديد من الجرائم أبطالُها من
الأطفال.



2-
التطبُّع مع الفاحشة:



إن الطفل
المسلم يتلقى قيم البلدان التي أنتجت أفلام الرسوم المتحركة؛ وهي قيم بعيدة عمَّا
هو موجود داخل البلـدان الإسلامية والعربيـة
من قيم وآداب،
وقد حذَّر المجلس
العربي للطفولة والتنمية من الآثار السلبية لبرامج الرسوم المتحركة على قيم
المجتمعات العربية وعاداتها؛
فهي في أغلبها بعيدة عن القيم
النبيلة،
وصور الخلاعة، والمجون فيها تنهال على الطفل في
الرسوم من كل جانب كأوراق الشجر المتساقطة في فصل
الخريف؛
فتنسف الأخلاق، وتذهب ببهاء
الوجه؛
فهي تُظهِر العلاقة بين الجنسين قائمة على الخلوة،
والرقص، والخلاعة، والتبرج، والعناق، وتبادل القبلات.
وهذا التوجه يشكل خطراً
على الأطفال؛
لأنه ينبِّه المشاعر الحميمية والغرائز الجنسية لديهم في وقت مبكر،
وهو ما ينتج عنه ارتكاب الفواحش والجرائم الجنسية.
كما يقضي على الحياء؛ حيث
ينطق الأطفال بالكلام النابي، وبكل الألفاظ الردئية.
وسلسلة «ميكي مَاوْس» نموذج
بارز في هذا المقام.



3-تقليص التواصل الأسري:




إن هذه البرامج تقضي على علاقة التواصل بين الأطفال وبين آبائهم، وبين
باقي أفراد الأسرة.
وقد يكون الأطفال قبل سن المدرسة هادئين
وهم أمام الشاشة،
فتسرُّ الأمهات لذلك؛ لأنه يساعدهن على إنجاز خدمات البيت،
ولكن طول المكث أمام التلفزيون
يؤثر على أولادهنَّ وهنَّ لا يشعرنَ.
ويستفحل
الخطر بعد الدخول إلى المدرسة؛ فلا يتحدثون عن المدرسة، ولا عن الدراسة، ويستغنون
بما تقدِّمه الرسوم
عن حكايات الأم والأب والجدَّة.
والمشهد نفسه يحصل بين
الإخوة؛ فلا يتسامرون مع بعضهم بعضاً، ولا يتناقشون؛ فبمجرد العودة إلى
البيت
يفتحون التلفاز ليتفرجوا على الرسوم،
وهو ما يؤدي إلى اتساع الفجوة
بينهم وبين الآباء والإخوة، بسبب الحاجز الذي فرضه
التفزيون،
ويصعب التخلص منه مع تقدُّم
العُمُر،
وبعد تشكُّل شخصية الطفل وَفْقَ ما تعوَّد
عليه.




4-تعلُّم
الأخلاق السيئة:




إن من
طبيعة الطفل أنه يقلد كل شيء يُعرَض أمامه، أو يسمْعه بدون جدال بسبب فطرته
الصافية،
ولكن بيئته هي التي تغيِّرُها،
وبكل سهولة تؤثر فيه المشاهد التي
يقع عليها بصره في الرسوم المتحركة؛ فيميل إلى تقليد
الشخصيات
في كل شيء، في كلامها وحركاتها،
وفي لباسها
وهيئتها، وفي سلوكها وتصرفاتها. وبذلك يتطبع على العادات السيئة؛ فيسرق ويحتال
ويخادع،
ويدخن، ويكذب ويعتدي على الغير،
ويسخر منه؛ ناهيك
عن الأنانية والحقد والكراهية، وحب الانتقام وغيرها من أمراض القلوب.
وسلسلة:
"توم وجيري" نموذج لذلك.



5-اضطراب
المفاهيم والأفكار:




إن
اعتماد الرسوم المتحركة على الكائنات والأحداث الخيالية يأسر عقول النشء ولا يتركها
تتحرر،
فيفقد بذلك توازنه الفكري؛ فتضطرب لديه
المفاهيم،
وينعكس ذلك على الفكر بشكل واضح، فيشكك في المعرفة
الدينية التي يتلقاها في الأسرة والمدرسة؛
فمفهوم الدين
والإيمان بالله الذي يسمعه
ويتلقَّاه في المؤسستين
المذكورتين لا يوجد له أثر في الأفلام الكرتونية؛ فيضيع ويحتار في أي معرفة
يصدِّق:
هل يصدِّق ما قالته الأم، وما قرأه في الفصل
الدراسي، أم ما يشاهده على الشاشة؟
وهو ما سينعكس سلباً على عقيدته وفكره في
المستقبل.




6-استلاب الثقافة:




عندما يصبح الطفل مولعاً بمشاهدة برامج الرسوم المتحركة المبنية على
الخرافة والخيال الجامح، فيصدقها،
فإنها تضر بنشاطه
العقلي؛
فلا يقدر على التفكير الواقعي السليم؛ فيتكلم مع
الحيوانات - وخاصة الكلاب والقطط - ظناً منه أنها تتكلم مثله،
ويُجلِسُها بجانبه
إلى مائدة الطعام،
وتنام معه في الفراش، وقد يتعلق بها أكثر من تعلُّقه بوالديه
وإخواته؛ فيحزن عند مرضها،
ويبكي حين موتها أكثر مما يحزن أو
يبكي عند إصابة أخيه.
وعند التحية ينحني كما يفعل اليابانيون
وأمثالهم...
إنها ترسِّخ فيه الموالاة لليهود والنصارى
والملحدين، وثقافةَ الانهزام والخضوع؛
حيث يعتبر أن الإنسان
الغربي هو المتقدم، وهو الذي ينبغي أن
يُحتَذَى.(1)

طرق العلاج:
توجد طُرُق عديدة، منها:
الأسلوب القصصي
:




* ترى
الدكتورة فيحاء عبد الهادي -أستاذة الأدب العربي بجامعة غزة- أن أمام الأسرة حلولا
ممكنة لتلك المشكلة
منها استغلال اهتمام الطفل العربي بالقصِّ؛
فالقص ‏يحتل
مكانة كبيرة في مرحلة الطفولة، حيث يستمع الطفل للحكاية بآذان مصغية وعيون
مفتوحة‏،
ودهشة غير محدودة‏‏ يطلق خلالها العنان
لخياله‏
معبرًا عن توق فطري لدى الإنسان منذ نشأته‏ إلى عالم سحري‏‏ فيجب على
الأسرة ألا تواجه الطفل حين يبدأ
بالتساؤل‏‏ خلال رحلته
المعرفية،
بسدٍّ من المعوقات ولغة ضعيفة تسهم في تراجع دور
اللغة في تكوين شخصية الطفل، وتؤكد الدكتورة فيحاء أن
اللغة
من خلال القص من الممكن أن تأخذ
أبعادًا
أشمل وأوسع من كونها مفردات وألفاظًا، فنكوِّن من
خلالها الشخصية ونصقل اتخاذ القرار ونعزز لدى الطفل هويته.

أما الدكتور أحمد
راغب -أستاذ الصوتيات بجامعة الملك سعود- فيرى أنه من الممكن أن نفعِّل المكنونات
اللغوية
داخل الأطفال عن طريق تنظيم نشاطات لغوية،
يكون
محتواها اللغة السهلة البسيطة، بعيدًا عن التقعر
والتصعيب،
مثل الحرص على إشراك الأبناء في مسابقات اللغة
والقصة والرواية،
بل وعمل مسابقات داخل الأسرة نفسها، وتهيئة جو لغوي سليم
من
خلال إحياء روح التنافس على الخطابة مثلاً أو الشعر بين الأبناء.

ويرى أيضًا
أنه لا بد من إنشاء علاقة صحية وإيجابية بين الأولاد وبين أعلام اللغة
وروادها،
فلا يصح أن ينشأ الطفل العربي ولا يعرف إلا القليل عن الأدباء
،
بل يجب على الأبوين الحرص على تعريف هؤلاء الأعلام
للأبناء
وربطهم بأعمالهم ربطًا مباشرًا منذ الصغر.
(2)




*
_الحوار بين أفراد الأسرة:




على
الآباء والأزواج اتِّباع نِظام أُسَريٍّ مُحَدَّد مُنظَّم؛ مثل:
• عند اجتماع
أفراد الأسرة في غرفة الطعام وقت تناوُل الوجبات يجب
أن تُطفأ جميع أجهزة
الهواتف أو التلفاز،
حتى تُتاح الفرصة للتحدُّث والتحاوُر.
_
• وأيضًا
إغلاق أجهزة الهواتِف عند الدُّخول للمنزل؛ احترامًا لحرمة هذا المنزل، وللشريك
والأبناء.

• إيجاد أوقات فراغ - ولو مرة في الأسبوع - لـ يجلس جميع أفراد
الأسرة لممارسة نشاط ترفيهي أو
للتحاوُر.



تنظيم
الوقت:




إنَّ
الناس بشكل عامٍّ يُعَانون مِن هدر أوقاتهم؛ ووُجود أوقات فراغٍ لدَيْهم، خاصة بعد
التطور التكنولوجي،
وحيث إنهم لا يُقَدِّرون قيمة الوقت، خاصَّة الأوقات التي
تذهب هدرًا وضياعًا، والتي سيحاسبون عليها يوم
القيامة،
فلابد من توعية أفراد الأسرة؛ كبيرِهم وصغيرِهم،
بقيمة الوقت، وصرفه في النافع والمفيد،
ومنها التقليل من
المكوث أمام أجهزة التكنولوجيا.



دورات
تدريبية:



توجد
دوراتٌ تدريبية في مجال التواصُل الاجتماعي والترابُط الأسَري ينبغي الالتحاق
بها،
خاصة لمن يُعاني مِن العُزلة والانطواء
بسبب أجهزة
التكنولوجيا، ونهيب بأولياء الأمور أن يلتَحِقُوا بهذه
الدورات؛
كي يتغلَّبوا على ضَعْف العَلاقات الاجتماعيَّة في
الأُسرة.




أجهزة
الأعلام:



لابد أن
تلعب وسائل الأعلام - الرسمية والأهْليَّة - دورًا في توعية الناس بأضرارِ
وسلبيَّاتِ أدوات التكنولوجيا .



مؤسَّسات المجتَمَع
المدَنِي:



خاصة
المؤسَّسات التي تهتم بقضايا الطفولة والشباب والأسرة بشكل عامٍّ،
فعليها أن
تكثِّف جهودها في التنسيق والتعاوُن فيما بينها؛
مِن أجْلِ
المحافَظة على ترابُط الأسرة وتَوْعية أبنائها؛
لأنَّ صلاح
الأسرة وأفرادَها صلاحٌ للمجتمع
والأمة.



إبرام
الاتفاقيات الدولية:




إبرام
اتِّفاقيات بين دول العالَم تكون مِن شأنِها تقوية القيَم الدِّينية
والمجتمعيَّة؛
للحفاظ على ترابط وتماسك أفراد الأسرة بعضهم
ببعض،
إلى جانب اتفاق هذه الدول على منع الشركات الخاص
التي
_تروِّج قيمًا تَمَسُّ تماسك الأسرة وانحلالها، سواء بعدم إنشائها أو
إغلاقها،
وسيطرة هذه الدول على شبكات الإنترنت - خاصة التي
تخاطب المراهقين والشباب -
بحيث تطرح برامج تعليمية، بدلاً من برامج تدعو إلى
التفسخ والانحلال الخلقي
والإجرام.(3)


الخاتمة
:

بعد أن عرفنا هذه
المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها أطفالنا نتيجة لهذا الغزو المدمر
لأفكارهم
وعقيدتهم ولغتهم ؛ يجب علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي
ولابد من تأدية واجبنا نحوهم
على أكمل وجه ولاننتظر من المؤسسات والدول أن تعمل شيئاً
بل إنه لوقامت كل أسرة
بدورها في التوعية والتوجيه والإرشاد لأصلحنا مجتمعاً بأكمله .
ويجب أن نضع نصب
أعيننا أننا مسؤولون أمام الله عن هذا النشء بل ومحاسبون على تقصيرنا
في تربيتهم
.
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْـحِجَارَةُ} التحريم /6.

وقال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه
:
( ألا كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن
رعيتِه ) صحيح البخاري .


وصلِّ اللهم على
سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين
.

منقول



 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس