======== 74 ========
و إنه لحق اليقين .. مع تكذيب المكذبين .
حق اليقين . فليس مجرد اليقين ، و لكنه الحق في هذا اليقين .
و هو تعبير خاص يضاعف المعنى و يضاعف التوكيد .
و إن هذا القرآن لعميق في الحق ، عميق في اليقين .
و إنه ليكشف عن الحق الخالص في كل آية ما يشي بأن مصدره هو الحق الأول الأصيل .
لا هو قول شاعر .. و لا هو قول كاهن .. و لا هو تقول على الله إنما هو التنزيل من رب العالمين .
و هو التذكرة للمتقين . و هو حق اليقين .
======== 75 ========
القرآن المكي يعالج – في الغالب – إنشاء العقيدة . في الله و في الوحي ، و في اليوم الآخر .
و إنشاء التصور المنيثق من هذه العقيدة لهذا الوجود و علاقته بخالقه .
و التعريف بالخالق تعريفا يجعل الشعور به حيا في القلب ، مؤثرا موجها موحيا بالمشاعر اللائقة بعبد يتجه إلى رب ، و بالأدب الذي يلزمه العبد مع الرب ، و بالقيم و الموازين التي يزن بها المسلم الأشياء و الأحداث و الأشخاص .
و القرآن المدني يعالج – في الغالب – تطبيق تلك العقيدة و ذاك التصور و هذه الموازين في الحياة الواقعية ..
و حمل النفوس على الاضطلاع بأمانة العقيدة و الشريعة في معترك الحياة ، والنهوض بتكاليفها في عالم الضمير و عالم الظاهر سواء .
|