<======== 78 ========
و وصف القرآن بأنه بصائر للناس يعمق معنى الهداية فيه و الإنارة .
فهو بذاته بصائر كاشفة كما أن البصائر تكشف لأصحابها عن الأمور .
و هو بذاته هدى .
و هو بذاته رحمة . .
و لكن هذا كله يتوقف على اليقين .
يتوقف على الثقة التي لا يخامرها شك ، و لا يخالطها قلق ، ولا تتسرب إليها ريبة .
و حين يستيقن القلب و يستوثق يعرف طريقه ، فلا يتلجلج و لا يتلعثم و لا يحيد .
و عندئذ يبدو له الطريق واضحا ، و الأفق منيرا ، و الغاية محددة ، و النهج مستقيما .
و عندئذ يصبح هذا القرآن له نورا و هدى و رحمة بهذا اليقين .
======== 79 ========
الأسس التي جاء بها القرآن لكي ينشئ الجماعة المسلمة الأولى ، هي هي ما تزال التوجيهات و الأسس الضرورية لقيام الجماعة المسلمة في كل زمان و في كل مكان ..
و أن المعركة التي خاضها القرآن ضد أعدائها هي ذاتها المعركة التي يمكن أن يخوضها في كل زمان و مكان
و تحتاج الأمة المسلمة في كفاحها و توقيها إلى توجيهات هذا القرآن حاجة الجماعة المسلمة الأولى
كما تحتاج في بناء تصورها الصحيح و إدراك موقفها و من الكون و الناس إلى ذات النصوص و ذات التوجيهات ، و تجد فيها معالم طريقها واضحة
و يظل القرآن كتاب هذه الأمة العامل في حياتها ، و قائدها الحقيقي في طريقها الواقعي ، و دستورها الشامل الكامل ، الذي تستمد منه منهج الحياة ، و نظام المجتمع ، و قواعد التعامل الدولي و السلوك الأخلاقي و العملي
</h2>
|