إن بعض الظن إثم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
========{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم .. } الحجرات .
يأمر الله الذين آمنوا باجتناب كثير من الظن ، فلا يتركوا نفوسهم نهبا لكل ما يهجس فيها حول الآخرين من ظنون و شبهات و شكوك .
" إن بعض الظن إثم " .
و ما دام النهي منصبا على أكثر الظن ، و القاعدة أن بعض الظن إثم ، فإن إيحاء هذا التعبير للضمير هو اجتناب الظن السيّئ أصلا ، لأنه لا يدري أي ظنونه تكون إثما .
======== بهذا يطهر القرآن الضمير من داخله أن يتلوث بالظن السيّئ ، فيقع في الإثم ، و يدعه نقيا بريئا من الهواجس و الشكوك ، أبيض يكن لإخوانه المودة التي لا يخدشها ظن السوء ، و البراءة التي لا تلوثها الريب و الشكوك ، و الطمأنينة التي لا يعكرها القلق و التوقع .
و ما أروح الحياة في مجتمع بريء من الظنون .
======== و لكن الأمر لا يقف في الإسلام عند هذا الأفق الكريم الوضيء في تربية الضمائر و القلوب .
بل إن هذا النص يقيم مبدأ في التعامل ، و سياجا حول حقوق الناس الذين يعيشون في مجتمعه النظيف ، فلا يؤخذون بظنة ، و لا يحاكمون بريبة ، و لا يصبح الظن أساسا لمحاكمتهم .
بل لا يصح أن يكون أساسا للتحقيق معهم ، و لا للتحقيق حولهم
و الرسول – صلى الله عليه و سلم – يقول : " إذا ظننت فلا تحقق " .
و معنى هذا أن يظل الناس أبرياء ، مصونة حقوقهم ، و حرياتهم ، حتى يتبين بوضوح أنهم ارتكبوا ما يؤاخذون عليه .
و لا يكفي الظن بهم لتعقبهم بغية التحقق من هذا الظن الذي دار حولهم
|