عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2016, 01:08 PM   #1
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي خمسة الوالد وخمسين الوالده






مقال أعجبني ل أ . د / صالح بن علي أبو عرَّاد

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فنعلم جميعاً أن كل إنسانٍ منّا مجبولٌ على حب الخير والرغبة فيه ،
وهذا أمرٌ فطريٌ أخبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالى عن الإنسان :
{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } ( سورة العاديات : الآية رقم 8 ) ؛
وإن كان كثيرٌ من المفسـرين قد أجمعوا أن المقصود بالخير في هذه الآية يتمثل في ( الـمـال ) ،
إلاّ أن الدلالة في الآية الكريمة تنسحب على الخير كله بشتى أنواعه وألوانه .
ومن الطبيعي بعد ذلك أن يُحب الإنسان الاستزادة من الخير أياً كان نوعه ،
وأن يجتهد في ذلك الشأن ويحرص عليه ، مع أنه لا يعلم الغيب
ولا يدري فيم يكون الخير الذي يريده ويطمع فيه ويسعى لتحصيله .
وهنا أورد للإخوة القراء ما أخبرني به أحد الزملاء عن موقفٍ طريفٍ حصل له في صغره ،
وأن ذلك الموقف كان بمثابة ( الدرس التربوي ) الذي تعلم منه الكثير في حياته ،
ولاسيمـا أنه يتفق في دلالته ومعناه مع ما يتردد على الألسُـن من مقولاتٍ يأتي من أبرزها قولـهم :
( قليلٌ يُسعدك خيرٌ من كثيرٍ يُشقيك ) ، وقولهم : ( قليلٍ يهنيك ، ولا كثيرٍ يعنيك ) ،
ونحو ذلك من العبارات التي يتمثل المعنى الإجمالي لها في أن العبرة ليست بالكم والكثرة ،
ولكنها في الكيف والنوعية .
وفي وصفه لهذا الموقف يقول : عندما كنت أدرس في مراحل التعليم العام كنت متفوقاً على زملائي في الفصل ،
وكنت أحصل على أعلى الدرجات بينهم ,
ولذلك فعندما كانت تعلن نتائج الامتحانات النهائية وأحصل على اشعار النتيجة ؛
فإنني انطلق به الى البيت مسرعاً لأُبشـر أهلي بنجاحي وتفوقي ؛
فكان والدي يعطيني جائزة النجاح ( الثابتة ) التي لا تتغير ،
والتي تتمثل في مبلغ ( خمسة ) ريالات فقط ,
أما والدتي فقد كانت تعطيني ( خمسين ) ريالاً ،
وعلى الرغم من الفارق الكبير بين العطيتين ،
إلا أنني اكتشفت بعد ذلك أن خمسة الوالد كانت أبرك وأحسن وأفضل من خمسين الوالدة ؛
فقد كان والدي يعطيني تلك الريالات الخمسة ويترك لي حرية التصـرف والاستمتاع بها ،
أما والدتي فقد كانت تعطيني الخمسين ريالاً ولكنها تحذرني من المساس بها أو التصرف فيها ،
ولا تسمح لي سوى بالخروج بها بعض الوقت مع رفاقي لأريهم دون أن أخرجها من جيبي ،
ثم العودة السـريعة الى البيت لتستردها بدعوى أنها سوف تحفظها لي إلى وقت الحاجة .
وهكذا مرّت الأيام دون أن أجد لتلك الخمسين أثراً في حياتي ،
فعلمتُ بعد حين أن قليل العطاء قد يكون أنفع وأجدى وأبرك من كثيره ،
وأن ما يصل الإنسان نفعُه وفائدته خيرٌ له وإن كان قليلاً مما لا يُفيد منه ولا ينتفع به وإن كان كثيراً ،
بل إنه ربما كان مسؤولاً عنه ومحاسباً عليه ،
وهنا تكون الطامة الكبرى ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .
وختاماً : أسأل الله تعالى أن يُبارك لنا فيمـا وهبنا وأعطانا وإن كان قليلاً وأن يرضينا به ،
وأن يرزقنا القناعة بمـا قسم لنا من فضله ، والحمد لله رب العالمين .









 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس