لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً } الطلاق .
و هي لمحة موحية مؤثرة .
فمن ذا الذي يعلم غيب الله و قدره المخبوء ...
إنه يلوح هناك أمل .. و يوصوص هناك رجاء . و قد يكون الخير كله . و قد تتغير الأحوال و تتبدل إلى هناءة و رضى .
فقدر الله دائم الحركة ، دائم التغيير ، و دائم الأحداث .
و التسليم لأمر الله أولى و الرعاية له أوفق ، و تقواه و مراقبته فيها الخير يلوح هناك .
======== والنفس البشرية قد تستغرقها اللحظة الحاضرة و ما فيها من أوضاع و ملابسات ، و قد تغلق عليها منافذ المستقبل ، فتعيش في سجن اللحظة الحاضرة و تشعر أنها سرمد ، و أنها باقية ، و أن ما فيها من أوضاع و أحوال سيرافقها و يطاردها .. و هذا سجن نفسي مغلق مفسد للأعصاب في كثير من الأحيان .
======== و ليست هذه هي الحقيقة .
فقدر الله دائما يعمل ، و دائما يغير ، و دائما يبدل ، و دائما ينشئ ما لا يجول في حسبان البشر من الأحوال و الأوضاع ..
فرج بعد ضيق .. و عسر بعد يسر .. و بسط بعد قبض ..
و الله كل يوم هو في شأن .. يبديه للخلق بعد أن كان عنهم في حجاب .
======== و يريد الله أن تستقر هذه الحقيقة في نفوس البشر
ليظل تطلعهم إلى ما يحدثه الله من الأمر متجدداً و دائماً ...
ولتظل أبواب الأمل في تغيير الأوضاع مفتوحة دائمة ...
و لتظل نفوسهم متحركة بالأمل ، ندية بالرجاء ، لا تغلق المنافذ و لا تعيش في سجن الحاضر .
و اللحظة التالية قد تحمل ما ليس في الحسبان .
|