إن الباطل كان زهوقا....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } الإسراء.
بهذا السلطان المستمد من الله ، أعلن مجيء الحق بقوته و صدقه و ثباته ، و زهوق الباطل و اندحاره و جلاءه .
فمن طبيعة الصدق أن يحيا و يثبت ، و من طبيعة الباطل أن يتوارى و يزهق .
======== إن الباطل كان زهوقا .
حقيقة لدنية يقررها بصيغة التوكيد .
و إن بدا للنظرة الأولى أن للباطل صولة و دولة .
فالباطل ينتفخ و يتنفج و ينفش لأنه باطل لا يطمئن إلى حقيقة ، ومن ثم يحاول أن يموه على العين ، و أن يبدو عظيما كبيرا ضخما راسخا ، و لكنه هش سريع العطب كشعلة الهشيم ترتفع في الفضاء عاليا ثم تخبو سريعا و تستحيل إلى رماد ..
بينما الجمرة الذاكية تدفئ و تنفع و تبقى ، و كالزبد يطفو على الماء و لكنه يذهب جفاء و يبقى الماء .
======== إن الباطل كان زهوقا .
لأنه لا يحمل عناصر البقاء في ذاته ، إنما يستمد حياته الموقوتة من عوامل خارجية و أسناد غير طبيعية ..
فإذا تخلخلت تلك العوامل ، و وهت هذه الأسناد تهاوى و انهار .
فأما الحق فمن ذاته يستمد عناصر وجوده .
و قد تقف ضده الأهواء و تقف ضده الظروف و يقف ضده السلطان و لكن ثباته و اطمئنانه يجعل له العقبى و يكفل له البقاء ، لأنه من عند الله الذي جعل " الحق " من أسمائه و هو الحي الباقي الذي لا يزول .
======== إن الباطل كان زهوقا .
و من ورائه الشيطان ، و من ورائه السلطان .
و لكن وعد الله أصدق ، و سلطان الله أقوى .
و ما من مؤمن ذاق طعم الإيمان ، إلا وذاق معه حلاوة الوعد ، و صدق العهد .
و من أوفى بعهده من الله ؟ و من أصدق من الله حديثا ؟ .
|