الموضوع: " قصة أمي "
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2016, 05:03 PM   #1
عمر آلعمر
آبوذيآب


الصورة الرمزية عمر آلعمر
عمر آلعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : اليوم (10:31 PM)
 المشاركات : 10,163 [ + ]
 التقييم :  273
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
1004 " قصة أمي "



" قصة أمي "
تحكى القصة على لسان قائلها:



كان لأمي عين واحدة ..
وقد كرهتها ,, لأنها كانت تسبب لي الإحراج ..
وكانت أمي تعمل في المدرسة التي أدرس بها طاهية ..
فهي التي تعيلنا وتصرف علينا ..

ذات يوم وأنا في المرحلة الإبتدائية ..!
جاءت أمي لتطمئن علي ..
أحسست بالإحراج فعلاً ..
كيف فعلت بي هذا ..؟!
تجاهلتها ورميتها بنظرة ملئية بالكره ..

وفي اليوم التالي:
قال لي تلميذ: أمك بعين واحدة ...... أوووووووووه ؟.
وحينها تمنيت أن أدفن نفسي ..
وأن تختفي أمي من حياتي ..

في اليوم التالي واجهتها:
لقد جعلت مني أضحوكة ...... لم لا تموتين ؟!!!
ولكنها لم تجب ...............

لم أكن متردداً فيما قلت ..
ولم أفكر بكلامي لأنني كنت غاضباً ...
ولم أبالي لمشاعرها ....
وأردت مغادرة المكان ..

أكملت دراستي الثانوية ..
وحصلت على منحة للدراسة في سنغافورة ..
وفعلاً ذهبت .. ودرست .. وتزوجت ...
واشتريت بيتاً وأنجبت أولاداً ..
وكنت سعيداً ومرتاحاً في حياتي ...

وفي يوم من الأيام أتت أمي لزيارتي في سنغافورة ..
ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبداً ...
وقفت على الباب ..
أخذ أولادي يضحكون عليها ..
صرخت عليها ..
كيف تجرأت وأتيت إلى هنا لتخيفي أطفالي ....؟!
أخرجي حالاً ..

أجابت بهدوء:
آسفة لقد أخطأت العنوان على ما يبدوا ... واختفت ..

وذات يوم وصلتني رسالة من مدرستي السابقة ..
تدعوني لجمع الشمل العائلي ....
فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني ذاهب إلى رحلة عمل ..

بعد الإجتماع ..!
ذهبت للبيت القديم الذي كنا نعيش فيه للفضول فقط ....
فأخبرني الجيران أن أمي ماتت ..
لم أذرف ولو دمعة واحدة ..
قاموا بتسليمي رسالة من أمي ....
وكانت تحمل هذه السطور:

أبني الحبيب لطالما فكرت فيك ..
آسفة لمجيئي لسنغافورة وإخافة أولادك ..
كنت سعيدة جداً عندما سمعت أنك سوف
تأتي لإجتماع المدرسة ..
ولكني لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك ..
أسفة لأنني سببت لك الإحراج مرات ومرات في حياتك ..
هل تعلم ................!
لقد تعرضت لحادثة عندما كنت صغيراً ..
وقد فقدت عينك ..
وكأي أم ، لم استطع أن أتركك تكبر بعين واحدة ..
ولذا ...
أعطيتك عيني ..
وكنت سعيدة وفخورة جداً
لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني
مع حبي
أمك ...



 
 توقيع : عمر آلعمر
إذَآ مَرَرّتُمْ مِنْ هُنَآ ( فَآسْتَغْفِرُوُا
لَعْلّ الله يَغْفِرْ لْيِ ذُنوُبيِ * [ وَذُنوُبَكُمْ ) -


رد مع اقتباس